قادة "أوبك" يؤكدون اليوم : موثوقية الإمدادات ودعم الاقتصاد العالمي وحماية الأرض
تتجه أنظار العالم اليوم إلى الرياض، حيث يفتتح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قمة تاريخية مهمة لقادة منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، ينتظر أن تدفع نحو تطوير المنظمة رسالتها الفريدة على الصعيد العالمي. ويشارك في القمة قادة وزعماء الدول الأعضاء الثلاث عشرة في "أوبك" وهي، إضافة إلى الدولة المستضيفة للقمة المملكة، الإمارات، الكويت، قطر، الجزائر، فنزويلا، الإكوادور، نيجيريا، أنجولا، إندونيسيا، العراق، إيران، وليبيا.
وستتناول القمة بالبحث ثلاثة مواضيع جوهرية تمس موثوقية إمدادات النفط، دفع مسيرة التقدم والازدهار عالميا، وحماية كوكب الأرض و"بلورة هذه المحاور وصياغتها على صورة إعلان خاضع للتنفيذ".
وأكد الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي لدى ترؤسه البارحة اجتماعا ضم وزراء الخارجية والمالية والنفط في دول "أوبك"، أن انعقاد القمة الثالثة لمنظمة "أوبك" في هذا المنعطف المهم إنما يعكس تطلعات دول نفطية تسعى إلى استغلال ثرواتها كجسر بناء للمستقبل واهتمام دولنا بالأوضاع الاقتصادية والنفطية والتنموية والبيئية العالمية من ناحية أخرى.
وبين الأمير سعود الفيصل أنه سيخرج عن القمة بيان تحت اسم "إعلان الرياض"، وهو تتويج لنجاح منظمة "أوبك" وترجمة لتطلعات شعوبها واستمرار لإعلان الجزائر عام 1975 وإعلان كاراكاس عام 2000. وزاد" يأتي هذا الإعلان انطلاقا من إيماننا بمسؤولياتنا تجاه شعوبنا وبالمساهمات التي نقوم بها لدفع عجلة النمو في الاقتصاد العالمي, حيث استند إلى ثلاثة مرتكزات رئيسة هي: استقرار السوق النفطية الدولية، استغلال الطاقة من أجل التنمية المستدامة، والاهتمام بقضايا البيئة".
في مايلي مزيداً من التفاصيل:
تتجه أنظار العالم اليوم إلى الرياض حيث يفتتح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قمة تاريخية مهمة لقادة منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، ينتظر أن تدفع نحو تطوير المنظمة رسالتها الفريدة على الصعيد العالمي.
وتدفق على العاصمة الرياض مئات الإعلاميين من جميع أنحاء العالم لتغطية القمة وسط تسهيلات كبيرة جندتها اللجنة التنظيمية للقمة في وزارة البترول والثروة المعدنية.
ويشارك في القمة قادة وزعماء الدول الأعضاء الثلاثة عشرة في "أوبك" وهي، إضافة إلى الدولة المستضيفة للقمة المملكة، الإمارات، الكويت، قطر، الجزائر، فنزويلا، الإكوادور، نيجيريا، أنجولا، إندونيسيا، العراق، إيران، وليبيا.
وستتناول القمة بالبحث ثلاثة مواضيع جوهرية تمس موثوقية إمدادات النفط، ودفع مسيرة التقدم والازدهار عالميا، وحماية كوكب الأرض و"بلورة هذه المحاور وصياغتها على صورة إعلان خاضع للتنفيذ".
يشار إلى أن منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) أنشئت في عام 1960 وكانت المملكة في مقدمة الدول القلائل المشاركة في تأسيس المنظمة التي بدأت في استقبال أعضاء جدد بدءا من عام 1961 ليصل عدد أعضائها حاليا إلى ثلاثة عشرة دولة مع عودة الإكوادور للمنظمة مع بدء أعمال القمة الثالثة.
وتسعى "أوبك" بشكل خاص إلى تنسيق السياسات النفطية للدول الأعضاء في المنظمة وتوحيدها، إضافة إلى تحديد أفضل السبل لحماية مصالح تلك الدول، سواء أكان ذلك بصفة فردية أم بصفة جماعية. كما تسعى المنظمة إلى إيجاد أفضل السبل والطرق لضمان استقرار الأسعار في أسواق النفط العالمية، في الوقت ذاته الذي تسعى فيه إلى تجنب تقلبات الأسعار غير الضرورية والمضرة بالسوق. وتأخذ المنظمة في اعتبارها دائما مصالح الدول المنتجة للنفط وضرورة تأمين دخل ثابت لتلك الدول، وتوفير إمدادات نفط فاعلة واقتصادية ومنتظمة للدول المستهلكة.
وأوضح وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي في تناوله لمواضيع القمة "ستركز على ثلاثة محاور رئيسية وهي: توفير الإمدادات البترولية، دعم الرخاء، وحماية البيئة".
وقال في مؤتمر صحافي أخيرا في الرياض في معرض وصفه العنصر الأول على أجندة القادة إن "أوبك لديها التزام لضمان استمرار النمو في الاقتصاد العالمي، ما يجعلها حريصة على ضمان مستوى ملائم من إمدادات النفط، مشيرا إلى أن أداء المملكة ودول الخليج على صعيد الإنتاج ومد الأسواق بحاجتها لم يتأثر بالأزمات التي تعصف بالمنطقة منذ الثمانينيات".
وأكد المهندس أن أعضاء منظمة أوبك والسعودية يشاركون العالم تخوفهم مما يحدث للمناخ من تغيرات مضرة بالبيئة، مؤكدا أن هذا الموضوع هو أحد أهم المحاور التي سيبحثها قادة المنظمة في لقائهم المقبل، وقال" نحن مشاركون وأعضاء في كل المعاهدات والمنظمات التي تسعى للمحافظة على بيئة آمنة في العالم".
وتؤكد "أوبك" "التزام دولها الأعضاء على استقرار أسواق الطاقة العالمية، من خلال إمداد العالم باحتياجاته النفطية بصورة تتسق مع احتياجات الدول المستهلكة والمنتجة ومتطلباتها". كما "تسهم المنظمة في تحقيق النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية في جميع أنحاء العالم، من خلال توفير إمدادات ثابتة وموثوقة من النفط لجميع دول العالم".
كما أن الدول الأعضاء في المنظمة "تدرك الحاجة الماسة للتأكد من أن توفير إمدادات ثابتة وموثوقة من موارد الطاقة يتم بصورة غير مضرة بالبيئة، حيث تتخذ الدول الأعضاء في هذا الصدد خطوات ملموسة لحماية النظام البيئي العالمي".
ومن جانبه، أكد عبد الله سالم البدري، أمين عام المنظمة، أن "منظمة أوبك تلعب دورا في المساعدة على مجابهة التغيرات المناخية والتلوث الناتج عن الحروب".
وأضاف في تصريحات صحافية قبل القمة أن "المنظمة شاركت في المنظمات الدولية المختلفة حول التغيرات المناخية والشؤون البيئية على مستوى الأمم المتحدة".
يشار في هذا الشأن إلى أن المملكة استضافت أخيرا مؤتمرين حول البيئة وهما "آلية التنمية النظيفة" و"استخلاص الكربون وخزنه".
وبدوره، أكد مسؤول نيجيري على الشعور بالفخر لانعقاد قمة "الأوبك" في المملكة.
وقال أودين أجوموجوبيا، وزير الدولة لشؤون الطاقة في نيجيريا في تصريحات صحافية قبل بدء أعمال القمة "نحن فخورون لأن نقول إن جميع الدول الأعضاء في أوبك يؤيدون إقامة القمة في هذه الدولة العظيمة".
وتابع قائلا "المملكة تحتل مكانة بارزة في الأوبك كأكبر دولة منتجة للنفط الخام في العالم وكواحدة من الدول المؤسسة للمنظمة. وقد أبدت المملكة دعما غير محدود كعضو ملتزم في الأوبك".
وشدد على أن "أوبك حافظت على مبادئها الأساسية رغم التحديات التي واجهتها، وذلك بسبب الانسجام في العلاقات بين الدول الأعضاء والأسلوب الجماعي في اتخاذ القرارت".
وسبق قمة الرياض قمتان لقادة الأوبك. عقدت الأولى في الجزائر عام 1975 وتبنت "إعلان مبادئ" تضمن "إرشادات جديدة فيما يتعلق بالسياسات النفطية، وذلك في ضوء تغير نمط العلاقات بين الدول المنتجة والدول المستهلكة"، مما يتعين معه على منظمة أوبك "من خلال التشاور والتنسيق مع بقية دول العالم، أن تسعى لتأسيس نظام اقتصادي عالمي جديد، مبنيٍ على أسس العدالة والتفاهم المشترك والاهتمام برفاهية جميع الشعوب وازدهارها".
وأصدرت القمة الثانية لزعماء "أوبك" في فنزويلا عام 2002 "إعلان المبادئ الثاني" الذي أكد من خلاله القادة "التزامهم بالمبادئ الاسترشادية للمنظمة، وذلك من أجل تحقيق نظام واستقرار دائمين في أسواق النفط العالمية، بأسعار معقولة وعوائد مجزية للمستثمرين. والحاجة إلى ربط واردات الطاقة بالتنمية الاقتصادية والتوافق والانسجام في المسائل البيئية، وذلك من أجل المساعدة في تقليل المعاناة وحالات الفقر التي تواجهها الدول النامية، وكذلك من أجل تحفيز اقتصاداتها على النمو والازدهار".
ويعود اليوم زعماء "الأوبك" للالتقاء في الرياض لتجديد تأكيدهم على مبادئ وأهداف المنظمة من خلال أعمال القمة التي وصفها الأمير عبد العزيز بن سلمان بأنها تتركز في "التعريف بالمنظمة وتقديم صورة أوضح عن المنظمة وعن دورها في توفير الإمدادات أو ما تقوم به كدول أو منظمة للمشاركة في إيجاد الحلول والبدائل في حل القضايا البيئية المهمة كقضية التغيير المناخي أو أي أمور بيئية أخرى".
وفي الشأن التنظيمي، قال الأمير عبد العزيز بن سلمان، مساعد وزير البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول ورئيس اللجنة المنظمة للقمة "إننا كلجنة منظمة وضعنا مركزاً للاتصالات وتعمدنا تسميته بهذا الاسم ولم نسمه مركزا إعلاميا لأن هدفنا توفير وسائل الاتصال لكل إعلامي ليقوم بعمله وتقديم رسالته ووفرنا له كافة الوسائل والإمكانات المتاحة لتحقيق ذلك ".
ويشارك في تغطية أعمال القمة مئات الإعلاميين ما بين مراسلين صحافيين ومراسلين تلفزيونيين ومراسلين إذاعيين، من خارج المملكة ومن وسائل الإعلام المحلية.
وأضاف "نريد أن نرتقي بمستوى هذا المركز ليكون نموذجا جديدا لما يجب أن تكون عليه مراكز الاتصال في المستقبل ونتمنى أن تنقلوا عن هذه المنظمة والقمة والبلد المستضيفة صورة صادقة وأنتم شركاء لنا في هذا النجاح".
وتوقع الأمير عبد العزيز بن سلمان "أن تخرج القمة بتوصيات تهدف إلى حل مسببات الاضطرابات التي يشهدها العالم"، خاصة أن "خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حريص على أن تخرج القمة بنتائج مثمرة تخدم شعوب العالم انطلاقا من مبادئ المملكة الهادفة إلى تحقيق السلام والاستقرار في أنحاء الأرض كافة".