الاستخدام المفرط لبدائل الطاقة ينذر بأزمة غذائية على مستوى العالم

الاستخدام المفرط لبدائل الطاقة ينذر بأزمة غذائية على مستوى العالم

حذر مسؤول إيراني أمس من أن الاستخدام المفرط للبدائل الجديدة للطاقة سيتسبب في حدوث أزمة غذائية عالمية، وذلك في الجلسة الثالثة من الندوة الوزارية المصاحبة لقمة "أوبك" الثالثة.
وقال وزير البترول الإيراني بالوكالة غلام حسين نزاري إن "التوجه الحالي في تركيز الاستخدام المفرط للبدائل الجديدة للطاقة وبالتالي استخدام الأراضي لزراعة أنواع معينة من المزروعات بغرض تحويلها إلى وقود للاستخدام من شأنه إلحاق أضرار بالتنمية المستدامة".
وجاء عنوان الجلسة الثالثة أمس عن "دور الطاقة في تحقيق التنمية المستدامة" ورأس الجلسة عبد الله بن حمد العطية، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الطاقة والصناعة القطري.
وأضاف نزاري "أوبك أسست في قمتها الأولى في الجزائر عام 1975 صندوقا للتنمية"، مشيرا في هذا الخصوص إلى إسهامات دول المنظمة في التنمية المستدامة على المستوى العالمي.
وشارك إلى جانب نزاري في الجلسة كل من جو آن ديسانو، مديرة قسم التنمية والاقتصاد سابقا في الأمم المتحدة، و ديسيديرو دا غراسا فيريسيمو إي كوستا، وزير البترول الأنجولي، و عبد الله سالم البدري، الأمين العام لمنظمة "أوبك"، وسليمان الحربش، مدير عام صندوق "أوبك" للتنمية الدولية.
وبدوره، قال أمين عام منظمة "أوبك" بأن التعامل ومعالجة قضايا التنمية المستدامة تحتاج إلى منهج متكامل يتناول جوانب الاقتصاد والتنمية الاجتماعية وحماية البيئة، مشير إلى أهمية إعطاء أولوية لإزالة الفقر.
كما تناول البدري في كلمته أعداد الذين لا يستطيعون الحصول على مصادر الطاقة، دور "أوبك" في تحقيق التنمية المستدامة.
وفي هذا الخصوص، أوضح الحربش أن صندوق "أوبك" للتنمية الدولية قدم حتى الآن ما يزيد على تسعة مليارات دولار لمشاريع التنمية في 121 بلدا حول العالم.
وأشار إلى وجود أجندتين في مجال التنمية المستدامة، "أجندة الدول المتقدمة وأجندة الدول النامية"، مضيفا أن "هذا لا يعني عدم إمكانية الجمع بين الاثنين".
وأشار إلى عدد الأميين على مستوى العالم والأطفال الذين يموتون كل دقيقة من الجوع والمشاكل والصعوبات التي تعاني منها الدول الفقيرة، موضحا في هذا الخصوص أنه "في هذا السياق نستطيع أن نفهم اختلاف الأولويات في الأجندات. الدول الفقيرة تعاني من المشاكل، وهناك تحويل أراض كاملة لإنتاج الوقود الحيوي أو الإيثانول مما سيتسبب في أزمة غذائية عالمية".
وأكد على عدم وجود "نموذج واحد صالح لكل الدول" في مجال التنمية المستدامة.
من جانبها، قالت ديسانو إنها "سعيدة لأن أقول بأن العديد من دول أوبك تشارك الأمم المتحدة في مؤتمراتها الخاصة بالتنمية المستدامة. وبالتأكيد هناك فوائد عديدة من مشاركة دول الأوبك في هذه المؤتمرات فالطاقة مهمة لتقدم التنمية المستدامة لخدمة البشرية ولتطوير الدول".
كما أوضح وزير البترول الأنجولي بأن "أوبك تواصل دورها في تشجيع التنمية المستدامة وتشجيع الاستثمارات لإنجاز أهدافنا".
يشار إلى أن بعض الدول والشركات بدأت في محاولات استخراج الوقود الحيوي من الذرة. كما حاولت الأمر نفسه من خلال محاصيل زراعية أخرى مثل قصب السكر وجذورها، الحبوب، الذرة والأخشاب من المناطق الاستوائية.
ويتم لهذا الغرض زراعة أنواع معينة من المحاصيل على مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية. وعزت معظم تقارير المنظمات المستقلة ارتفاع أسعار الحبوب وخاصة القمح والذرة إلى مستويات لم يشهدها العالم منذ فترة طويلة إلى التوجه نحو إنتاج الوقود الحيوي إلى جانب أسباب أخرى تتعلق بموسم الحصاد.

الأكثر قراءة