سفر الاختفاء
ما بين سر اختفاء الجدة "هدى" أو "تاتا" وسر اختفاء أربعة ملايين فلسطيني من يافا يقبع "علاء" بطل إبتسام عازم في روايتها "سفر الاختفاء ليقول بالأحداث والوقائع تاريخ مدينة، وقضية وطن، ومأساة أمة في تاريخ العصر الحديث. تقول الرواية حكاية الاحتلال الإسرائيلي ليافا، وحكاية الفلسطيني في نزوحه وتشرده وتسلله ومقاومته وإنكساره، وتروي الرواية أيضا ما يحف بهذه الحكاية من حكايات جمعتها الروائية لترتق بها ثقوب الذاكرة العربية، وفي ظل هذا الواقع القاسي، يسرد الحفيد "علاء" ما روته له "الجدة"، عن تفاصيل تهجر عائلته من حي المنشية إلى حي العجمي في يافا "كأنه العتمة بلعتهم، كأن البحر أخذهم فدية" هكذا تصف الجدة أيامها والذين شردوا خلف البحر وأصبح السكان أربعة آلاف بعدما كان يفوق 100 ألف. هذه الحكاية التي يختلط فيها الحق بالباطل، والخاص بالعام، والذكريات والوقائع، تتداخل في خطابها الروائي تقنيات الرواية والسيرة واليوميات والرسائل وتقولها الكاتبة على لسان راو واحد بصيغ متعددة هي المتكلم والمخاطب والغائب.