أحدث الإصدارات

أحدث الإصدارات

عندما نصف أحداً ما بأنه عاطفي, فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو أنه شخص سريع الانفعال, ضعيف السيطرة على نفسه, سريع الاستجابة لأي استفزاز, بحيث صار من الشائع أن العاطفة مجرد عامل سلبي, فيما يتعلق بالحياة العصرية عامة, والمهنية بشكل خاص, ومع مرور الوقت بدأ العلماء ينتبهون إلى جوانب أخرى مضيئة في العاطفة, فهي تمدنا بطاقة نفسية هائلة, وتدفعنا لعمل الخير والفضيلة والتضحية وغيرها مما يدفع بالإنسان والمجتمع والعمل, باتجاه آفاق أكثر كمالا.
وفي عام 1986 ظهرت نظرية رائدة في علم النفس, وهي نظرية (الذكاء العاطفي), وبحسب النظرية فإن الإنسان يمتلك عقلين: عقلاً عاطفياً وعقلاً منطقياً, وعندما يتفاعل هذان العقلان بشكل سليم, يمنحاننا القدرة على اتخاذ القرار المناسب, وفق ما (نشعر) أنه صحيح, ومما تمليه علينا قواعد (المنطق), والمحاكمة العقلية الصحيحة.
يقع العقل العاطفي في أعمق أعماق الدماغ, في حين يستقر العقل المنطقي في القشرة الدماغية, ومهمة الأول هي تخزين المؤثرات الخارجية, وتشكيل قاعدة بيانات عريضة, تبنى عليها ردود الأفعال التلقائية في المستقبل. وتتميز استجابات العقل العاطفي بالسرعة الهائلة, فعند رؤية ثعبان مثلا, لا ينتظر العقل العاطفي منا تحليلا للموقف واتخاذ القرار السليم, فهو يسبق هذه العملية بأجزاء من الثانية, ويتفاعل مع الحدث وفق معطيات قاعدة بياناته الخاصة, ويتم تفعيل الجهاز العصبي لتنفيذ فعل (اضرب أو اهرب).
ويرى أصحاب هذه النظرية أنه يمكن استثمار الذكاء العاطفي E.Q، وتطويره لتحسين حياة الناس, وفعالية أدائهم, بحيث يستطيعون السيطرة على انفعالاتهم, ومقاومة الإحباطات التي تواجههم, ما يحقق تواصلا رائعا مع المحيط الخارجي, وعطاء جيدا في بيئة العمل.

الأكثر قراءة