رعب الشاحنات
كان المشهد الذي تم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي مرعبا للغاية. شاحنة اصطدمت بسيارة في الرياض، واستمر سائق الشاحنة يدفع السيارة لمسافة دون أن يشعر بفداحة ما يحدث.
كانت السيارات تلاحقهم في محاولة لتنبيه السائق وإيقافه. وكانت أقرب تلك السيارات للشاحنة توثق المشهد المرعب. والحمد لله أن الأمر قد انتهى دون مزيد من الأضرار.
قصة الشاحنات وتجاوزاتها مشهودة. حالة السباق التي يخوضونها مع السيارات الصغيرة. عدم الالتزام بالأنظمة التي تحدد لهم مسارا معينا. عدم استحضار مبدأ سلامة المركبات الأخرى. غياب حتى اللوحات التي تحمل الأرقام الخاصة بالسيارة..إلخ.
بيان مرور الرياض الذي صدر أمس تعليقا على الحادثة، أشار إلى أنه تم التعرف على شخصية سائق الشاحنة، الذي غادر شاحنته هاربا بعد جريمته تلك. وتم الإعلان لاحقا عن القبض عليه.
من الأمور الطيبة، أن العائلة التي كانت في السيارة الأخرى لم تتعرض للأذى. ولكن هذا لا يقلل من شدة الأثر النفسي الذي تعرضوا له بسبب هذا الكابوس.
أن تستمر شاحنة في دفع سيارة فيها أسرة كاملة، دون أن يشعر الجاني بجريمته، يفتح أسئلة كبيرة تتعلق بأمثال هذا السائق، ومدى قابليتهم للقيادة في شوارعنا، وهل كان الرجل في كامل وعيه أم أنه كان تحت تأثير عقار أو شراب يجعل العقل في حالة غياب.
من المؤسف أن حادثة هذه الشاحنة ليست فريدة، فقد سبقتها حوادث مشابهة، محصلتها الأساسية تكشف حالة لا مبالاة من سائقي الشاحنات.
وقد تعززت هذه الحالة، مع وجود تأمين، كان يساوي في القيمة بين الشخص السوي وغير السوي.
صحيح أن الصورة أخيرا بدأت في التغير، وأصبح من يرتكب حوادث عرضة لرفع قيمة التأمين عليه، لكن في حالة الشاحنات، المتوقع أن العقاب يكون أكثر ردعا.
في بعض الدول المجاورة، غرامة الخروج عن المسار المخصص للشاحنات تبدأ بعشرة آلاف في المرة الأولى، وفي المرة الثانية يأخذ الرجل خروجا نهائيا.
إن الحزم في مواجهة مثل هذه التجاوزات القاتلة، هو السبيل الأمثل لتقليص الحوادث التي تتسبب فيها الشاحنات.