رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الإرهاب بالدهس

لا يزال الإرهاب يحاول أن يكرس نفسه، في صور متعددة بشعة. عمليات دهس المجاميع البشرية التي تكررت في سلسلة حوادث متعاقبة، ممارسة تجسد سلوكيات لا تصدر إلا من نفوس لئيمة وعقول عليلة.
النظرة المتدرجة للسلوك الإرهابي، تكشف أن مجاميع الفرق الضالة تزداد تطرفا. وهذا التطرف يعكس حالة اليأس والفشل الذريع للفكر الضال الذي كان يقدم لمريديه وعوداً بالمن والسلوى. لكن سرعان ما توارت تلك الوعود، وظهر للمتحمسين للخطاب الضال، أن بوصلة اللعبة تتقاذفهم، بحيث أصبحوا أداة غبية يتم استغلالها لخدمة أغراض وأهداف وتوجهات وتيارات تتناقض مع الخطاب الذي جاؤوا مقتنعين به ومدافعين عنه. كانت العمليات الانتحارية ـــ منذ ظهورها وتبريرها من قبل بعض منظري الجماعات الضالة ـــ تمثل قمة الشعور باليأس الذي تعيشه النفس المأزومة للإرهابي.
إيلام النفس، وإزهاق الروح، والتوهم أن هذا الأمر سيفضي إلى نهايات أفضل. بالمناسبة هذا الوهم المفضي لإيذاء النفس، ينتشر لدى المتطرفين في مختلف الأديان.
اليوم يبدو أن يأس الإرهابي أصبح أكبر. وصار إيقاع أذاه لا يقتصر على مجرد تفخيخ نفسه، إذ يكفي أن يقود سيارة وسط مجاميع الناس، ثم يقتل من يقتل، ويتحول هو إلى جثة هامدة بعد أن يتم التصدي له أمنيا.
الدهس بقصد إزهاق نفوس بريئة، يتماهى مع النفوس المريضة التي تعتبر الآخر عدواً، سواء كان هذا الآخر المختلف مسلما أو غير مسلم. هذه النهاية التي وصل إليها الإرهابي الضال، تؤسس لدى الأجيال الجديدة رفضاً لهذا الفكر العليل، الذي يتكئ على لؤم وخسة طبع.
من يقتل والده أو قريبه أو من أحسن إليه، لا يمكن إسباغ صفات البطولة عليه، فهو أخل برسالة من أهم الرسائل التي أكد عليها نبينا محمد ــ صلى الله عليه وسلم ـــ الذي قال: "إنما جئت لأتمم مكارم الأخلاق".
الفئات الضالة ومن يبرر لهم لا يتمتعون بالحد الأدنى من مكارم الأخلاق. من المؤسف أن تجد من يتعاطف معهم. هذا التعاطف ضد الدين وضد الأخلاق.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي