كيف يتحكم المجانين في المستقبل السياسي لأقوى دولة في العالم؟
من المعروف عن مؤلف الكتاب، وهو محرر مخضرم في إحدى الجرائد الشهيرة، بأنه عام 2003 صرح قائلا "أنا أكره الرئيس جورج دبليو بوش". يتتبع الكتاب جذور هذه الكراهية إلى نحو 30 عاما مضت، عندما ساد اقتصاد الموردين على السياسات الاقتصادية للحزب الجمهوري، وصار تخفيض الضرائب حلا يستخدمه الحزب الجمهوري للإجابة عن كل الأسئلة السياسية والاقتصادية.
وكانت نتيجة هذا هي ظهور كارثة تستشري ببطء، وفيها تقترب معدلات تفاوت الدخول من المعدلات التي تظهر عادة في دول العالم الثالث وليس في الدول الديمقراطية الغربية.
كانت مجموعة صغيرة من متطرفي اليمين الاقتصادي قد استولت على رسم مسارات السياسة الأمريكية. بعض هؤلاء من اليمينيين المتطرفين وبعضهم متعصبون أيديولوجيون والبعض الآخر لا يحركه سوى الجشع والطمع، بينما يصف مؤلف الكتاب جوناثان شايت الآخرين منهم بأنهم مجانين على الأرجح.
يرجع البعض قدرة الجمهوريين على تفعيل برامجهم السياسية والاقتصادية، على الرغم من فقدانهم الدعم الشعبي، إلى نجاحهم في هزيمة العملية الديمقراطية. يتناول الكتاب هذا الموضوع بلهجة مبالغ فيها قليلا، إلا أنه يعرض القضية أمام القراء بوضوح.
يؤكد مؤلف الكتاب أن الجمهوريين التقليديين ومدعي التدين والمحافظين من واضعي السياسات المالية والأجنبية كانوا يمارسون الغش بقدر ما يمارسه الليبراليون. وهذا الفساد غير المتوازي، إضافة إلى مجموعة من العوامل الأخرى، فتحت الباب أمام الأقلية لتحكم الولايات المتحدة.
وتحولت بعض الأفكار التي كانت مستبعدة تماما فيما مضى إلى أفكار منتشرة وراسخة لدرجة أنها نادرا ما تسترعي انتباه أحد. من هذه الأفكار أن تخفيض الضرائب عن أغنى الأغنياء يعد أفضل رد فعل تحت أي ظروف اقتصادية. وأنه من المناسب والمقبول تماما تحويل العناصر الجشعة والمهتمة فقط بمصالحها الخاصة في عالم الاقتصاد وإدارة الأعمال إلى ذراع معاونة للحكومة الفيدرالية.
يتناول الكتاب الطريقة التي تحكم بها المتعصبون في النظام السياسي على الإعلام بما يؤدي في النهاية إلى هيمنة وتحكم سياسات لم يفكر فيها أحد من قبل في الأجندة الأمريكية، وغالبا ما يتم هذا دون الاستعانة بآراء الخبراء والأكاديميين، أيا كان الحزب الحاكم.
فلماذا نجحت مثل هذه الأفكار في واشنطن؟ وكيف يتحكم هؤلاء في المستقبل السياسي لأقوى دولة في العالم؟ وكيف يحافظون على هذا التحكم؟ يهدف الكتاب إلى تقديم إجابات لهذه الأسئلة عن طريق شرح مسارات السياسة والاقتصاد في الحكومة الأمريكية.
يرسم الكتاب صورة واقعية للسياسيين المهتمين فقط بمصالحهم الخاصة. يعطي مؤلف الكتاب القراء الأدوات التي يمكنهم بها فهم ما يدور بالفعل وراء المناقشات، التي تبدو ديمقراطية، للقضايا الاقتصادية في الحكومة الأمريكية.
Title: The Big Con: The True Story of How Washington Got Hoodwinked and Hijacked by CrackpotEconomics
Author: Jonathan Chait
Publisher: Houghton Mifflin
ISBN-10: 0618685405
September 2007
Pages: 304