منصة «مسك» .. إطلالة على مستقبل الثقافة

منصة «مسك» .. إطلالة على مستقبل الثقافة
منصة «مسك» .. إطلالة على مستقبل الثقافة

كشجرة وارفة الظلال تتوسط منصة مؤسسة الأمير محمد بن سلمان الخيرية "مسك" معرض الرياض الدولي للكتاب 2017 بألوانها الزاهية ومبادراتها العصرية والمستقبلية لتبث شغف المعرفة والإلهام في أروقة كتاب الرياض وبين زواره من كل الأعمار والأجناس للعام الثالث على التوالي.

تفاعل الشباب
جلسات حوارية على مدار الساعات المسائية لزيارة المعرض، روادها ومتحدثوها من الشباب والشابات المعنيين بتدوير الأفكار والكتب ومشاركة الآخرين تجاربهم الرائدة. وعلى خلاف العامين السابقين اختارت "مسك" هذا العام أن تتوسط منصتها البهو الرئيس لمعرض الكتاب. والسبب في ذلك يعود، بحسب يوسف الحمادي مدير الإعلام والنشر في المؤسسة، لاستهداف شريحة أكبر من الزوار ولخلق أجواء تفاعلية أكثر قربا وإنتاجا مقارنة بأجواء القاعات الثقافية الجانبية المعزولة نوعا ما عن أجواء الحدث الرئيس والأهم داخل أروقة المعرض.

عمل محترف
وقد كان لمسك ما اختارت وتوقعت فأتى التفاعل مع مبادراتها المعروضة هذا العام مباشرا ولافتا لكثير من المارة الذين استوقفتهم المنصة وجلساتها الملونة مرارا وتكرارا بما تقدمه من عروض وأحاديث حية. فضلا عن دعوتها لزوار كتاب الرياض للمشاركة في اقتراح فعالياتها ومبادراتها القادمة عبر أجهزة ذكية وضعت خصيصا لهذا الغرض. يقول محمد الناصر، الشاب الذي فرغ للتو من تعبئة الاستبيان الخاص بمبادرة "حكايا مسك": جميل هذا التكامل بين المؤسسة ومن تستهدفهم في مبادراتها لتحسين جودة ما تقدمه مستقبلا. الأسئلة كانت دقيقة وهادفة، والأمل يحدونا. يضيف الناصر، لأن تبادر كثير من المؤسسات الخيرية غير الربحية لهكذا عمل مجتمعي محترف. "فالخيرية لا تمنع الاحتراف في خدمة المجتمع وشبابه"، يؤكد الناصر وهو يغادر المنصة ليستكمل جولته في المعرض.

صوت الكتاب
أما في الجهة الجنوبية للمنصة ذاتها فتبرز زاوية صغيرة مغلقة تحوي مايكروفونا وكتابا صغيرا يستطيع من خلاله أي زائر أو زائرة أن يختلي بنفسه لتسجيل صفحة من كتاب بصوته، إسهاما منه في مبادرة ومشروع اجتماعي أوسع بعنوان "اقرأ لي". وعن هذا المشروع تتحدث الدكتورة أميمة البشري التي خرجت للتو بعد تسجيل صفحة من كتاب بصوتها، هي لا شك مبادرة رائعة ورائدة إذ تأخذ في الحسبان تغير العادات القرائية لدى جيل كامل من الشباب المرتبط أكثر وأكثر بأجهزته المحمولة. فضلا عن فئات ذوي الاحتياجات الخاصة وبعض كبار السن الذين كانوا وما زالوا في حاجة لمثل هذه الكتب الصوتية. كما أن هذه المبادرة تؤرشف وتؤرخ على المدى البعيد للأعمال الوطنية بطريقة ذكية وملائمة لمتطلبات العصرين الحاضر والقادم.
وفي مبادرة أخرى لطيفة ولا تخلو هي أيضا من الأجواء العصرية لمنصة مسك الثقافية يمكن للزائر أن يحصل بواسطة جواله الشخصي على نسخة إلكترونية لعدد من الكتب عن طريق الباركود الخاص والمعروض أيضا على حائط المنصة.
يبقى أن هذه الأجواء التفاعلية التي تتبناها "مسك" في مبادراتها الثقافية خصوصا والمجتمعية عموما ليست إلا منصة مطلة، حقيقة ومجازا، على مستقبل الثقافة القريب عالميا، وبالضرورة وطنيا، حيث مضمون المحتوى يقاس بالجودة والإبداع، بينما طرق عرضه وأدواته تتفاوت بتفاوت حاجة المكان واختلاف الزمان.

الأكثر قراءة