قراءات

قراءات
قراءات
قراءات

المرأة قديما
ما حجم النفوذ الذي كان بمقدور النساء أن يتمتعن به في المجتمعات القديمة؟ هل حررهن الدين أم قيدهن؟ أخيرا حظيت مناشط النساء ونفوذهن في العهود القديمة باهتمام بالغ. وفي هذا الكتاب نكشف عن الأدوار المتناقضة التي لعبتها النساء والاتجاهات المتنافرة نحوهن، التي اتسمت بالازدواجية في المجتمعات القديمة: فالنسوة كن ساحرات ووريثات للثروة والحكم، ومحظيات، ونموذجيا كن الأكثر قابلية للإصابة بالخبل والجنون.
والقضايا المحورية في الكتاب تتنوع اقتصاديا واجتماعيا وبيولوجيا ودينيا وفنيا، وتغطي الدراسات الواردة في الكتاب مدى واسعا على الصعيد الجغرافي والزمني حيث تمتد من المملكة الحيثية القديمة إلى الإمبراطورية البيزنطية. وهذا الكتاب قد تم تحديثه على نحو شامل في طبعة ذات مقدمة وملاحق جديدة لكل فصل على حدة. وإيفريل كاميرون يعمل أستاذا متخصصا في العهود القديمة المتأخرة والدراسات البيزنطية في كلية كنج في لندن، أما إميلي كوهرت فهي قارئة في التاريخ القديم في كلية لندن الجامعية. إميلي كورهن من مواليد 1944 مؤرخة ومتخصصة في تاريخ الشرق الأدنى القديم. أستاذة فخرية في جامعة كوليدج في لندن، وهي متخصصة في التاريخ الاجتماعي والثقافي والسياسي للمنطقة من 100- 3000 قبل الميلاد، وخصوصا الآشورية والبابلية والفارسية. وقد شاركت في تنظيم ورشات عمل التاريخ الأخمينية 1983-1990.

أفكار
يقال إن من يمتلك المعرفة يمتلك القوة، فالحضارات لا تقوم بالجهل والتلقائية والسطحية في التفكير والتعاطي، بل إنها تقوم وتنهض وفق ما تملكه من عقول مميزة. مرة أخرى العقل الإنساني بتسلحه بالمعرفة وشغفه بها هو المعيار لتميزه وتفوقه، وصدق فيلسوف الصين الشهير كونفوشيوس عندما قال: ابحث عن المعرفة ؛ فإن المعرفة لا تبحث عنك. تظل الخرافة كالجرثومة في الأوساط العلمية، تتم محاولة إبعاد البحث العلمي عنها بكل السبل والطرق، والسبب بسيط وهو أن الخرافة عدوة المعرفة، فهي تقوم على الجهل والأمية وسطحية التفكير، ويغايرها العلم الذي يدعو لمزيد من الدرس والتقصي والتجريب ومراقبة النتائج. يقول إرفنج واشنطن: "الفرق بين الأغبياء والأذكياء، هو أن الأغبياء يملكون حلما والأذكياء يملكون هدفا". إن وجود الأحلام والأماني لا يكفي لنطلق على الشخص أنه طموح بل العمل والتخطيط والرغبة الشديدة في الوصول للغاية هي ما يجعل الإنسان فاعلا ومنجزا..
إن التاريخ غالبا ما ينسى أسماء المُحبطين ولكنه يخلد أصحاب الهمم العالية الطموحين الذين بإرادتهم جعلوا الخيال حقيقة.. إن الهدف والطموح لا يحتاج للدعم من المجتمع بل يحتاج لثقة صاحبه وإيمانه الراسخ بتحقيقه أولا، ولعل ذلك يكون الدواء الذي يجعل جراح التحطيم والتهميش تلتئم.. ماذا لو توجهنا إلى الشباب أو الفتيات، بالسؤال التالي: ما هو أبو الفنون؟ ما الإجابة التي تتوقعونها؟ وأين سيذهب تفكيرهم؟ ثم لماذا؟

رسائل
لم يُكتب لأي كتاب لآرندت ولهيدجر أن يعرف هذا الاهتمام الواسع الانتشار، بل الكاسح، مثل الكتاب الذي نشر في تبادل الرسائل بينهما على الصعيد العالمي. وفي مدة قصيرة جدا، اهتمت بها السينما، والمسرح، والندوات، وحلقات الدراسة، والصحافة المتخصصة. ويبقى السؤال: أي سر وراء استمرار العلاقة بين الاثنين رغم كل هذه الاضطرابات والانقطاعات وخيبات الأمل. أسهم تصور آرندت للحب واهتماها به في أطروحتها وفي تعلقها به بعمى نفسي وروحي؟ أي شيء أحبّت فيه وهو الذي يعتبر عند البعض كومة من خيبة الأمل والرسوب والعناد وعدم الثقة، كما زعم ذلك المحلل النفساني فيشر.. إن تبادل الرسائل بين حنة آرندت ومارتن هيدجر يشبه إلى حد ما طريقا سيارا يدور حول مدينة كبيرة، ولهذه المدينة مداخل عدة آهلة بالأفكار والعواطف. ما يهم الفيلسوف في اهتمامه بأفكار هذه الرسائل لن يكون شيئا آخر غير "مفهوم الحب" نفسه في بعده الفلسفي المحض. باستثناء رسالة أطروحتها، لم يخصص لا هيدجر ولا آرندت أية دراسة قائمة بذاتها للحب كنشاط فلسفي. لا يتعلق الأمر إذن بنسق فلسفي قائم بذاته في أعمال الاثنين، بل بما يمكن للمرء أن يستشفه على ضوء هذه الرسائل ومن خلال الشذرات الكثيرة في ما نشراه في كتابات أخرى. إن الحب ليس دافعا غريزيا، إيروتيكيا عندهما فقط، بل له تأثير بنيوي في تفكيرهما.

الأكثر قراءة