الأحساء: 300 ألف طن من التمور تبحث عن أسواق ومصانع جديدة
شهدت أسعار التمور في الأحساء خلال هذا العام ارتفاعا ملحوظاً عن السنوات الماضية، ففي الوقت الذي بلغ فيه سعر المن (240 كيلو جراما) من تمر الخلاص ستة الآف ريال، ارتفع سعر المن من تمر الشيشي إلى 2500 ريال.
وأوضح عدد من تجار التمور في سوق التمور بالأحساء أن سعر المن من تمر الخلاص راوح بين ثلاثة وستة آلاف ريال بينما راوح سعر المن من تمر الشيشي بين 1500 و2500 ريال وذلك حسب جودة التمر. وبرر بعض منهم ذلك الارتفاع بعدة عوامل منها زيادة الطلب خلال هذا العام على الأعوام السابقة، الإعلان عن تأسيس شركة سعودية جديدة لتصنيع وتسويق التمور، تأسيس جمعية النخلة الزراعية التعاونية، توافر وسائل حديثة لحفظ وتخزين التمور وذلك عن طريق التبريد والتجميد، اهتمام المزارعين بجودة المنتج من خلال مكافحة الآفات الزراعية، حيث أسهمت تلك العوامل في تشجيع المزارعين على زيادة إنتاجهم والاهتمام به من خلال إيجاد بدائل لتصريف الفائض من المنتج.
من جهتهم بدأ العديد من المزارعيـن في المنطقـة منذ منتصف شهر أغسطس الماضي جنـي محصول التمور، حيث يعد الكثيرون موسم الصرام مهرجانا سنويا لمزارعي التمور في الأحساء يولونه اهتماما كبيرا من خلال الاستعدادات التي تشهدها مزارعهم لاستقبال تلك المناسبة. وتستمر عملية الصرام حتى منتصف تشرين الأول (أكتوبر). وقد أكد عدد من المزارعين وتجار التمور أن الإنتاج هذا العام جاء جيدا ووفيرا.
وتشهد سوق التمور في الأحساء خلال هذه الأيام مهرجانا سنويا يجمع المزارعين بتجار التمور والمستهلكين والذين يتزايد إقبالهم خلال هذه الأيام للحصول على احتياجاتهم من التمر، كما أن موسم جني محصول التمور يتيح فرصا وظيفية للشباب السعودي وذلك من خلال قيامهم بجني المحصول في المزارع أو من خلال عملهم في كبس وتغليف التمور أو المتاجرة في الأسواق.
وتعد الأحساء أحد أكبر مناطق السعودية إنتاجا للتمور، حيث يفوق عدد نخيلها ثلاثة ملايين نخلة تنتج أكثر من 300 ألف طــن من أجود أنواع التمور في السعودية. ويشكل الخلاص أكثر من (50) في المائة من إنتاج الأحساء، حيث يتميز بطعمه الحلو، ولونه الذي يميل إلى الصفرة وكبر حجمـه، يليه في الإنتاج الرزيز وهو تمر شديد الحلاوة يميل لونه للسواد، ويمتاز بزيادة نسبة السكريات فيه مما يساعد على إمداد الجسم بالطاقة التي يحتاج إليها، وهو ما أهله سابقا لتصدر اهتمام المزارعين، حيث كان الإقبال عليه كبيرا نظرا لدوره في إمداد الجسم بالطاقة التي تساعد على الأعمال الشاقة مثل الفلاحة والبناء والنجارة وغيرها. أما الآن ومع انحسار هذه الأعمال وإسنادها للعمالة الوافدة في السعودية فقد اتجه مؤشر الاستهلاك لصالح الخلاص مما أدى إلى ارتفاع سعره وبالتالي أغرى كثيرا من المزارعين بالاستغناء عن نخيل الرزيز واستبدالها بفسائل الخلاص.
ويوجد في الأحساء إضافة إلى الخلاص والرزيز أكثر من ( 60 ) نوعا من أنواع التمور يستهلك بعضها في مرحلة الرطب والبعض الآخر يستمر إلى مرحلة التمر من أبرزها ( الشهـل، المجنـاز، الطيـار، الخنيـزي، الشيـشي، الغـر، أم أرحيـم، المرزبـان، الهلالي، البرحـي، التنـاجيـب، الخصاب، الزاملي).
ويوجد في الأحساء مصنع حكومي للتمور تابع لهيئة الري والصرف تصل طاقته الإنتاجية إلى عشرة آلاف طـن حيث يقوم باستقبال التمور من المزارعين في شتى أنحاء المملكة بأسعار تشجيعية وتجهيزها وتقديمها هدايا لفقراء العالم الإسلامي مكرمة من خادم الحرمين الشريفين.
يضاف إلى هذا عدد من المصانع التابعة للقطاع الخاص لا تتجاوز طاقتها الإنتاجية عشرة آلاف طن من بينها مصنع الشركة الوطنية للتنمية الزراعية ( نادك )، مجمع الصناعات التحويلية للتمور، مصنع البراك، مصنـع الجزيرة، مصنع الراشد، مما يشير إلى وجود حاجة ملحة إلى إنشاء مصانع جديدة تهتم بكبس التمور بالطرق الحديثة وتسويقها في أسواق خارج المملكة وإيجاد صناعات تحويلية أخرى كالحلويات والدبس والخل وغيرها للاستفادة من الفائض من إنتاج المنطقة من التمور من خلال إيجاد طرق وأساليب حديثة لتسويقه إلى جانب الاستفادة من مخلفات النخيل في إغراض التصنيع والزراعة وأغذية للحيوانات وإنشاء مركز بحوث غذائية للاستفادة من التمر غير القابل للتصدير وتحويله إلى مواد خام ليستفاد منه في المجالات الغذائية والطبية.