الإسعاف وحادثة القطار
أدرك أن الحوادث تقع في كل مكان حتى في البلدان المتقدمة. ومن هنا فإنني لن أناقش حادثة الانقلاب التي شهدتها عربات ضمن قطار الركاب ليلة الجمعة بسبب السيول. وأثق بأن التحقيقات في الأمر ستسعى لإيجاد السبل التي تحقق ضمانات كافية تتعلق بعدم تكرارها.
لكن لفت انتباهي في البيانات الصادرة عن الحادثة أن فرق الإسعاف، بسبب ظروف المطر، انتظرت في محطة الدمام، بينما اتجه قطار احتياطي لنقل الركاب بمن فيه المصابون. وهنا أظن أنه كان من الأجدى، حتى في ظل الظروف الجوية الصعبة، أن يكون طاقم الإسعاف على متن القطار الاحتياطي الذي اتجه لمكان الحادثة لنقل الركاب.
يقول الدكتور رميح بن محمد الرميح رئيس المؤسسة العامة للخطوط الحديدية المكلف " تم تشغيل القطار الاحتياطي لنقل جميع الركاب البالغ عددهم 193 راكبا إضافة إلى طاقم الرحلة وعددهم ستة وعند وصولهم إلى محطة الدمام تم تقديم الإسعافات الأولية للمصابين".
الهلال الأحمر كان قد قال إنه تلقى بلاغا بالحادثة الساعة الواحدة والنصف من بعد منتصف ليلة الجمعة. وأشار إلى انتظار الإسعاف في محطة الدمام بسبب صعوبة الوصول إلى موقع الحادث.
من الأمور الطيبة أن الإصابات كانت خفيفة، ولكن كان الإجراء الأجدى أن ينتقل أفراد الفرق الإسعافية مع القطار الاحتياطي حتى تبدأ إجراءات إسعاف المصابين في القطار العائد إلى الدمام.
نحن نتهيأ حاليا لجملة من النقلات في مشروع القطارات، أولها انطلاقة المرحلة الأولى من قطار الشمال، التي ستبدأ بنقل الركاب من الرياض إلى المجمعة والقصيم. والأمر الثاني انطلاق القطار السريع بين الرياض والدمام..إلخ.
هذه الإنجازات تتطلب أن تكون هناك خطط لمواجهة الأزمات الطارئة وبناء خطط إسعافية واضحة، فيها من المرونة ما يحقق الكفاءة العالية في هذا المجال.
من المؤسف أن التجربة هذه - إن كانت البيانات دقيقة - لا تعكس أن الإجراء الذي تم اتخاذه بانتظار الفرق الإسعافية لوصول المصابين إلى المحطة كان متسقا مع الاحتياطات المطلوبة في مثل هذه الحالات.
لعل التحقيق الذي تجريه المؤسسة العامة للخطوط الحديدية لا يستغرقها البحث في أسباب الحادثة عن مناقشة الخطط الإسعافية وكيف تكون أكثر كفاءة.