الأدعية والأوراد وأداء العبادات عوامل مهمة لسعادة الزوجين وراحتهما
أنا الزوجة الثانية لرجل ملتزم وطيب جدا معي ومع زوجته الأولى. في بداية زواجنا كانت زوجته تعاملني معاملة طيبة للغاية، وتحرص على زيارتي والاتصال بي باستمرار، ولكن مع تكرار حملي لاحظت تغيرها عليّ وانقطاعها التدريجي عني حتى انقطعت تماما، بل بارزتني بالفظاظة كذلك، فأصبحت لا ترد على مكالماتي ولا تحسن استقبالي، ولا أرى منها حتى الابتسامة، ما يشعرني بالمهانة في بيتها، وأعود إلى بيتي أبكي أياما من قسوتها. أنا أقدر شعورها وأعذرها في غيرتها ولا أرغب في زيارتها مطلقا بعد تغيرها، لكن زوجي مصر على التواصل بيننا بحجة ضرورة التقاء أبنائي وأبنائها، وأنا لا أمانع أن يأخذ أبنائي إلى بيته، رغم تكرار شكواهم بضرب إخوانهم الكبار لهم، ومع ذلك ألبسهم أفضل الثياب وأوصيهم برفع شكواهم لأبيهم إن تعرضوا إلى شيء. أجلس أحيانا كثيرة مع زوجي أحاوره فيما أراه من زوجته عند زيارتي لها: تأخرها في الخروج لاستقبالي لمدة تصل إلى ثلث ساعة - السلام عليّ دون تبسم أو ترحيب - عدم رغبتها في التحاور معي، فيستمع إليّ ويتأثر حتى أحس أنها آخر زيارة ثم يعود بعد فترة ليطلب مني زيارتها فأذكره، لكنه مصر على قناعاته، ويولد الهم من جديد، وأذهب إليها أمسح الدمع وأترقب دخول ذلك البيت - المكان الوحيد الذي لا أشعر فيه بالكرامة، حيث توقظ الأحزان من جديد، ماذا أفعل مع زوجي: هل أخالفه أم أطيعه رغم آلامي؟
الأخت الكريمة: إن تعامل زوجك الطيب دليل على استقامته وكريم خلقه، كما أن تعامل زوجته الأولى الطيب معك في بداية حياتكم دليل كذلك على حسن خلقها واستقامتها، ولكن قد تضعف وتسيطر عليها الغيرة، خصوصاً إذا كنت تبالغين في العناية بمظهرك عند زيارتها أو التعلق بزوجك عندها، وعليه نقترح ما يأتي:
أولاً: الصبر والاحتساب، فالحياة تحتاج إلى ذلك وتحمل تلك المواقف حتى يفرج الله ويتضح حسن قصدك وإمكانية عيشكما معاً وأبشري بالأجر العظيم والتوفيق على صبرك وطاعة زوجك.
ثانياً: الحرص على أن تبرهني للزوجة الأولى أنك تقدرينها وتحترمين حقوقها؛ حتى تطمئن وتعود إلى اتزانها وتقديرها لك.
ثالثاً: تحدثي مع الزوجة الأولى بصدق وموضوعية وأشعريها أنك لا ترغبين في إزعاجها أو الإثقال عليها، إنما نتيجة لرغبة زوجك، وأنها إذا لم تستطع تحمل زياراتكم ستشعر زوجكما حتى لا يجمعكم معه مستقبلاً.
أخيراً توجهي إلى الله بالدعاء لكي يوفق بينكم، وأسأل الله لكم التوفيق والسداد.
أنا متزوجة من سنة تقريبا، ومن بداية خطبتي وزواجي لم أكن أرتاح لزوجي ولا أحبه أبدا، وكنت أصارح والدتي بذلك فكانت تقول: اصبري وسيأتي اليوم الذي تحبينه فيه، وقد طلبت منه في عدة مرات بعد الزواج أن يطلقني بمحبة ومودة، ولكنه لم يرض. إنني أكره زوجي جدا، مع أنه لا يوجد في حياتي غيره، ويزيد كرهي له إذا اقترب مني ودعاني للفراش؛ فإنني أصاب بالضيق وتنتابني حالة من البكاء، ولا أعلم لماذا كل هذا الضيق! وقد اقترحت عليه إما أن يطلقني وإما أن يتزوج عليّ؛ لأنني أحس أنني أظلمه كثيرا، وأعرف حاجة الرجل لمثل هذه الأشياء، وقد جاهدت نفسي كثيرا كي أحبه وألبي طلباته الخاصة، ولكني لم أستطع، مع أن زوجي في غير الناحية الجنسية رجل طيب وخلوق. وقد ذهبت إلى طبيبة نفسية من ثلاثة أسابيع وقالت إن عندي حالة نفسية وهي الاكتئاب، وأعطتني دواء، وإلى الآن وأنا أتعالج ولم أر أي فائدة، مع العلم بأني ـ بغض النظر عن زوجي ـ لا أشعر بالسعادة أبدا، وأكره الحياة، وقد حاولت الانتحار كثيرا من كثرة ضيقي وألمي وهمي. أرجو أن ترشدوني لعلاج لمشكلتي مع زوجي ومشكلتي مع الضيق والكآبة، أشكركم.
الأخت الكريمة: إنَّ ما ذكرتيه في سؤالك ليس مشكلة مع زوجك، بل إنَّ زوجك هو أهمَّ معين لك بعد الله لتجاوز هذه الحالة، حيث إنَّك تعانين من مشكلات سابقة بالإمكان علاجها، بإذن الله، دون اللجوء للانتحار الذي لا يجوز شرعاً.
وعليه أرى ما يأتي:
1ـ الاستمرار في استخدام العلاج ومراجعة الطبيبة وعرض كلّ ما يستجد لديك عليها.
2ـ المحافظة على الأدعية والأوراد وأداء العبادات، فهي أهم عامل لراحة الإنسان وسعادته وطرد الوساوس أو التفكير في الانتحار المحرَّم شرعاً، الذي يعد خسارة في الدنيا والآخرة.
3ـ استخدام الرقية الشرعية، فهي مفيدة وثابتة في شريعتنا المطهرة.
4ـ عدم الخلط بين معاناتك من الاكتئاب الذي قد تكونين تعانينه منذ زمن، وحياتك الزوجية، خصوصاً أنك ذكرت أنَّ زوجك طيب وخلوق، وأجزم أنه مستعد لتحملك والوقوف معك حتى تتجاوزي هذه الأزمة.
5ـ حسن التعامل مع زوجك والنظر له كمحبوب ومعين لك للتخلص من معاناتك، ومصارحته حتى يفهمك أكثر ويتعاون معك، بل يتعاطف معك، فتجدين المعين والمساعد والمحبوب.
6ـ بالنسبة لعدم رغبتك في تحقيق أمور زوجك الجنسية أرى أن تتبعى الخطوات التي ذكرتها الإجابة السابقة وستجدين تحسنا كبيرا.
7ـ لا تفكري في الطلاق فتتضاعف عليك المشكلة ويتدهور وضعك النفسي، بل استمري مع زوجك واشكريه على تحمله لك ووقوفه معك، واستمري في مجاهدة نفسك في تغيير الصورة السلبية؛ لأن زوجك وهو ـ كما ذكرتِ ـ خلوق وطيب، واسعي لإسعاده؛ لأنه رجل جدير بذلك، وسيقف معك.
وفقك الله وسدد خطاك.
أنا أم لطفلين: ولد عمره تسع سنوات، والثاني بنت عمرها خمس سنوات، ومشكلتي مع الولد فهو يخاف جدا جدا ومن كل شيء، فمثلا يخاف أن ينام في غرفته، مع العلم أن أخته معه في الغرفة فهو إلى الآن ينام معنا وفوق سريرنا ولا ينام إلا ملتصقا بي أو بأبيه، وإذا أخذناه إلى سريره بعد أن ينام فإنه يصحو في منتصف الليل ويأتي لنا على السرير وإذا أقفلت الباب لكيلا يستطيع الدخول فإنه يبكي ويبكي وراء الباب ويصرخ ويقول إنه يرى أشباحا وأشخاصا يمشون، ولا يسكت حتى نفتح الباب ويدخل. وهو يخاف من الدخول إلى الحمام وحده، وإن دخل يترك الباب مفتوحا ويسرع كثيرا لكي يخرج بسرعة، فهو يخاف من كل شيء، مع العلم أنه ولد اجتماعي ولديه الكثير من الأصدقاء ونحن أسرة مستقرة ولا ندعه يشاهد الأفلام المرعبة ولم نخفه قط من أي شيء. الرجاء أن تجدوا له الحل وبسرعة، فنحن جميعا نعاني هذه المشكلة.
أفيد الأخت الكريمة أنَّ الأطفال في بداية حياتهم يحصل لديهم شيء من الخوف من الوحدة، خصوصاً إذا تمَّ نقله من النوم مع والديه بصورة مفاجئة وصارمة، وقد يحصل لديه الخوف الاجتماعي، لذا نقترح ما يأتي:
1 ـ الحرص على الابن وتطمينه والبقاء معه في غرفته بعض الوقت، وتوفير بعض الألعاب التي يحبها وإشعاره أنه كبير وممتاز وأنه يمكن أن يجلس وحده ولن يحصل له شيء.
2 ـ تعليمه بعض الأدعية وأوراد الصباح والمساء وقراءة القرآن، فهي حصن قوي للمسلم ومصدر سعادته وطرد للأوهام والمخاوف.
3 ـ إذا استمر الخوف لدى الابن فيمكن مراجعة أحد أقسام العلاج النفسي للتقويم، وإذا تبيَّن أنَّ الخوف لديه تجاوز الحدّ المعقول وأصبح خوفاً مرضياً يحصل فيه استثارة الجهاز العصبي غير الإرادي، ما يزيد إفراز بعض الهرمونات، ويسبب بعض التصرفات غير الطبيعية، فيتم وصف الأدوية المناسبة التي تخفف أعراض الخوف لديه. والله الموفق.
والدي يرغب في تزويجي من بنت عمي، وأنا لا أرى بأساً في ذلك، لكن والدتي لا ترغب في هذا الزواج، ودون سبب وجيه يحدد العيب الذي يوجد فيها، سوى أنها قصيرة، مع أنه ليس القصر الذي يُعاب عليها, وأنها لا تجيد الطهي ولا تقوم ببيت أهلها، ثم أنها مدللة على حسب قولها، مع أني لا أرى من هذا شيئا فيها سوى القصر، علماً أنها ليست بالقصيرة جداً، فبماذا تشيرون عليّ؟ أرجو الرد عليّ في أسرع وقت.
أخي الكريم: إن تقديرك لوجهة نظر والدك ووالدتك دليل على حسن أدبك وتقديرك لحقهما، وهذا باب شرعي تؤجر عليه، وسيكون له أثر، بإذن الله، في صلاح أبنائك وبرهم لك.
وتقديرك لوجهة نظرهما لا يمنع أن تبدي وجهة نظرك، خصوصاً أن الأمر يخصك، وأمر مهم، إنه من أهم القرارات التي ستتخذها.
لذا أرى أنه يجب أن تحدد أنت أهم الصفات والشروط التي ترغب أن تتوافر في شريكة حياتك؛ لكي تسعدك وتحقق طموحك وتسدّ حاجتك، وأهمها الخلق والدين،
فإذا توافرت الشروط فيها تناقش والدتك بأسلوب هادئ عن ملاحظاتها، وتشعرها برغبتك، وتتحاور معها حول الملاحظات، فإنَّ قناعتها مهمة لكي تسعد أنت وزوجتك.
وقد يكون لديها ملاحظات مهمة تنغص عليك حياتك مستقبلاً تعرفها هي بحكم خبرتها ولا تدركها أنت حالياً. لذا فستتضح لك من خلال مناقشة والدتك.
ولا تحصر تفكيرك في هذه الفتاة، فليس الهدف هو حل مشكلة ابنة عمك، إنما البحث عن زوجة صالحة تسعدك وتسعدها، وتكون الحياة بينكما تسودها المودة والمحبة، وليست حياة روتينية مملة. وفقك الله وسدد خطاك.
مشكلتي باختصار: أن زوجي مدمن على مواقع "الدردشة"، والحديث مع الفتيات على "الماسنجر"، وأحيانا يشاهد الصور الخليعة. في البداية كنت أتهم نفسي بأنني المقصرة، ولكن عندما ناقشته في الموضوع؛ اعترف ليّ بأنه كان قبل الزواج يشاهد الأفلام الإباحية، وأن ما يشاهده الآن ليس شيء إذا ما قورن بما كان يشاهده قبل الزواج, وأن حديثه مع الفتيات مجرد تسلية، ومع كل هذا فهو يحرص على الصلاة في المسجد، حتى صلاة الفجر. أصبح هذا حاله بعد الزواج بسنة، والآن مضى على زواجنا ثلاث سنوات ونصف، ولا أدري ماذا أفعل لحل هذه المشكلة؟ فأرجو منكم النصيحة، وجزاكم الله خيراً.
نسأل الله لك التوفيق والسداد، ما ذكرته عن زوجك، وأنه محافظ على الصلاة شيء طيب، ونسأل الله لكما التوفيق والعون والسداد. أما إدمانه "الدردشة" مع الفتيات لأجل التسلية؛ فلا يجوز، ولا يعني أنه أفضل من قبل أن يستمر على الخطأ. وعليه نقترح عليك ما يأتي:
1- الحرص على تقوية إيمانه؛ من خلال المحافظة على الطاعات، وحضور المحاضرات، واستماع المحاضرات المسجلة التي توضح حكم ذلك، وترغّب في الجنة وتحذر من النار.
2- محاولة إشغال وقته بالشيء النافع والمفيد، وترتيب الرحلات الممتعة وزيارات الأقارب.
3- إشعاره أن هذا لا يجوز، وأنه لا يرضى أن أحداً يتحدث مع أخته أو ابنته، وأنه سيُسأل عن ذلك يوم القيامة. وفقكم الله وسدد خطاكم.
د. عبد الرحمن بن محمد الصالح
المستشار في مشروع ابن باز الخيري لمساعدة الشباب على الزواج
هذه الزاوية مخصصة لخدمة قرائنا من خلال استضافة مختصين مشهود لهم بالكفاءة والجدارة، والهدف هو التواصل المثمر لكل ما يخدم القارئ. هؤلاء المختصون سيجيبون عن أسئلتكم كل حسب تخصصه، وسنجتهد معهم ليكون المضمون ذا فائدة ومنفعة للجميع، محافظين على سرية الرسائل وخصوصية كل سائل.
نستقبل أسئلتكم على:
جوال: 00966552298888 (فقط للرسائل)
هاتف الاستشارات الأسرية: 0096612297777
هاتف الإصلاح الأسري عبر المقابلة للحجز: 0096612293333 تحويله 600
فاكس المشروع: 0096612298888
بريد إلكتروني: [email protected]
موقعنا على الإنترنت: www.alzwaj.org