الصحافة والحقوق الفكرية

لا غنى عن الإعلام. حتى وإن توهم بعض جهلة مواقع التواصل الاجتماعي أنه لم يعد للإعلام دور، إذ إن أبسط رد على هؤلاء، أن المعلومة التي يتعاطى معها هو أو سواه، مصدرها في الأساس وسيلة إعلامية سواء كانت صحيفة أو قناة تلفزيونية أو إذاعية.
ميزة الإعلام الاحترافي أنه إعلام يتسم بالمصداقية، ولا يتوكأ على الإشاعات أو الأخبار المدسوسة والمكذوبة.
ربما يتصور البعض أن إعادة إنتاج المادة الإعلامية، سواء من خلال مواقع التدوين الاجتماعي، أو عبر الصحف الإلكترونية التي تنقل عن الإعلام التقليدي يحقق الكفاية ويلغي دور الصحافة والإذاعة والتلفزيون.
واقع الحال أن حالة الاكتفاء الوهمية، ناتجة عن تفريط الإعلام التقليدي في حقوقه. حالة انتهاك حقوق الملكية الفكرية التي يعانيها الإعلام المحلي والإعلام العربي شديدة للغاية.
وصارت هناك مواقع إلكترونية ضعيفة جدا، وظيفتها الأساسية الدخول إلى مواقع الصحف ونسخ الأخبار وإعادة نشرها في تلك الصحف الإلكترونية، مع التدخل في الصياغة.
في المجتمعات التي تحمي حقوق الملكية الفكرية، يكون للصحيفة التي تؤخذ مادتها الحق في الحصول على حق مقابل سماحها للآخرين بنشر مقالاتها وتقريرها. ويستفيد من هذه الحقوق حتى الكتاب في الصحف.
إنني أتمنى أن تبادر الصحف المحلية إلى بناء تحالف تدعمه وزارة الثقافة والإعلام وهيئة الصحفيين السعوديين، بحيث يتم من خلال هذا التحالف إقرار ميثاق حقوق الملكية الفكرية، وإيجاد نظام شبيه بالسانديكيت القائم على منح حق الاستفادة من نشر المحتوى بمقابل مادي.
إن استمرار الصحف في التنازل عن حقها، يعني أن الصحافة الإلكترونية غير المؤسسية ستستمر في الاستفادة من المطروح في تلك الصحف وزيادة إضعافها، بالشكل الذي يهدد العمل الصحافي الاحترافي. من الضروري جدا أن تشهد الصحافة الإلكترونية نقلة حقيقية. من المؤسف أننا لم ننفتح حتى الآن على التجارب العالمية في الصحافة الإلكترونية. والكلام في هذا الأمر يطول.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي