رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الوعي بالحروب الجديدة

لم تكن المرة الأولى التي تتعرض فيها المملكة لهجوم إلكتروني، والأكيد أننا لسنا البلد الوحيد الذي تستهدفه مثل هذه الحرب، فالعالم كله يعاني ذلك. وقد كانت أمريكا ضحية هجوم إلكتروني أسهمت التسريبات الناجمة عنه في تعزيز هزيمة هيلاري كلينتون ضد منافسها الرئيس الحالي ترمب.
إن التباهي بشن حملات وحروب إلكترونية هنا وهناك، يجعل الأمر يغدو أشبه بلعبة الشطرنج التي تفضي نتائجها إلى ما يشبه دك حصون الخصم الإلكترونية. قال مركز الأمن الإلكتروني إن 11 منشأة في المملكة تعرضت للهجوم.
ولا أريد هنا أن أتقمص دور المختص الإلكتروني، فهذا المجال له أهله وهم أدرى به، لكنني عندما أتطلع للصورة، أجد أن نمط الاختراقات الإلكترونية التي نعانيه - ولا أقصد هذا بالتحديد - يتكئ في بعض مناحيه على حالات كر وفر بين مجموعات محلية تخوض هذه الحروب وتتباهى بها بشعارات وطنية وهي قد تدرك أو لا تدرك أن لكل فعل رد فعل. ولا أظن أن فوائد هذه العمليات تضاهي المخاطر الناجمة عنها.
لقد عانت منشآت عدة لدينا من الهجمات الإلكترونية، ولا أريد هنا أن أعلق على سبب هذا الهجوم باعتباره ردة فعل على هجوم بعض المجموعات الإلكترونية لدينا، لكن لعل الحالة القائمة تجعل المنشآت تعطي للأسوار الأمنية الاهتمام اللازم، فالصرف على هذه الأمور وإن بدا باهظ الثمن إلا أنه تبقى تكلفتها أقل من تكلفة معالجة تداعيات ما بعد الهجوم، ولعل تجربة «أرامكو» السابقة خير دليل على ذلك.
الأمر الآخر، حان الوقت لإيجاد أنظمة رادعة ضد أي موظف يستخدم برامج غير أصلية على الكمبيوتر الخاص بالعمل، أو يزور مواقع لا شأن لها بالعمل الأصلي، ومن المهم إيجاد وثيقة أمنية ضمن مدونة سلوك وظيفي شاملة، تعتبر أي تجاوزات إلكترونية إخلالا بالأمانة تنطبق عليها العقوبات المقرة في هذا الشأن.
إن استهداف نحو 11 منشأة و1800 خادم ونحو تسعة آلاف حاسب في المملكة، يتطلب وقفة جادة.
على الصعيد الفردي: استسهال الكثير منا في الدخول على الروابط وإعادة تصديرها، والتهاون بالسماح للتطبيقات المجهولة بالدخول على معلومات الكمبيوتر والهاتف الذكي، كل هذه الأمور تمثل ثغرات ينبغي الحذر منها. هذه المسألة تتعزز عند أصحاب الوظائف الحساسة وأيضا الرؤساء التنفيذيين للشركات والمصارف والمصرفيين.
لا تزال ثقافة الناس في مسائل الأمن الإلكتروني محدودة. ومن المؤسف أن تطبيقات إلكترونية محلية وخارجية استغلت هذا الجهل، ومارست عبثا غير محدود، بل إن جهات إرهابية كانت لها منصات تتلصص على أناس من مختلف الأطياف.
المأزق الإلكتروني الأخير، فرصة سانحة، لإعادة تثقيف المجتمع بكيفية التحصن وحماية المعلومات الشخصية والوطنية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي