مجموعة الـ 7 تدعو الصين إلى السماح لليوان بالارتفاع بشكل أسرع

مجموعة الـ 7  تدعو الصين إلى السماح لليوان بالارتفاع بشكل أسرع

دعت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى الصين أمس الأول، إلى السماح لعملتها اليوان بالارتفاع بشكل أسرع وذلك في بيان لم يتضمن إشارة إلى ضعف الدولار الأمريكي. وقال وزراء مالية ومحافظو البنوك المركزية للدول السبع " نرحب بقرار الصين زيادة مرونة عملتها لكن في ضوء ارتفاع فائض ميزان معاملاتها الجارية والتضخم المحلي فإننا نشدد على حاجتها إلى السماح بارتفاع أسرع في سعر الصرف الفعلي لعملتها".
وقال المسؤولون إن من المرجح أن يؤدي الاضطراب الذي شهدته الأسواق المالية في الآونة الأخيرة وارتفاع سعر النفط وضعف قطاع الإسكان الأمريكي إلى الحد من نمو اقتصادي قوي تحقق على مدى خمس سنوات. وقال بيان مجموعة السبع إن "من المرجح أن تستمر هذه الأوضاع غير المنتظمة لبعض الوقت وستتطلب مراقبة وثيقة". وأضاف أنه في الوقت نفسه فإن مجمل العناصر الاقتصادية قوية، وقال إن"الأسواق الناشئة توفر حافزا حاسما لقوة الاقتصاد العالمي".
وقال البيان الصادر عن وزراء المالية ورؤساء البنوك المركزية في مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى إن الأسواق المالية تتعافى من أزمة العام الحالي التي نجمت عن كارثة قروض الرهن العقاري في الولايات المتحدة مع أنه "من المحتمل أن تستمر ظروف غير مستقرة لبعض الوقت وتتطلب مراقبة دقيقة".
وقالت المجموعة إنه يجب على المشاركين في السوق "علاج العديد من مواطن الضعف" التي كشفت عنها الأزمة. وأشارت إلى دراسة المجموعة التي قادها رئيس البنك المركزي الإيطالي ماريو دراجي المتوقع أن تقترح قواعد إشراف صارمة في الربيع المقبل. وأكد مسؤولو المالية، أن الاقتصاد العالمي مازال قويا بالرغم من الاضطراب في الأسواق المالية وارتفاع أسعار النفط وضعف سوق الإسكان الأمريكي التي تتسبب مجتمعة في إعاقة عمليات النمو.
والتقى مسؤولو المالية عشية اجتماعات الخريف بين صندوق النقد والبنك الدوليين في العاصمة الأمريكية واشنطن. وتضم مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى كلا من الولايات المتحدة، ألمانيا، بريطانيا، فرنسا، اليابان، إيطاليا، وكندا.
وقال هنري بولسون وزير الخزانة الأمريكي إنه أبلغ زملاءه بأنه يعتقد أنه تم احتواء أزمة الرهن العقاري عالي الخطورة وأن الاقتصاد الأمريكي سيستمر في النمو.
وقال وزراء مالية مجموعة الدول السبع الكبرى في واشنطن: "مع وصول الاقتصاد العالمي إلى عامه الخامس من التوسع، فإنه من المحتمل أن يتأثر هذا النمو بسبب الاضطراب الأخير في الأسواق المالية وارتفاع أسعار النفط وضعف سوق الإسكان الأمريكي". لكنهم قالوا إن "الأساسات الاقتصادية ستظل قوية كما أن الأسواق الناشئة تقدم زخما لقوة الاقتصاد العالمي".
ودعت الدول الصناعية السبع الكبرى في العالم إلى مزيد من الشفافية في عمل الصناديق الاستثمارية التي تملكها دول، مؤكدين الأهمية المتزايدة لهذه الصناديق.
وقال وزراء مال الدول السبع في بيان "نؤكد ضرورة تحديد ممارسات تفضيلية للصناديق ذات السيادة في مجالات مثل البنية المؤسساتية وإدارة المخاطر والشفافية والقدرة على تقديم تقارير". وأضافوا "بالنسبة لمتلقي الاستثمارات من منشأ حكومي، نعتقد أنه من الضروري تعزيز عدد من المبادئ من بينها عدم التمييز، والشفافية".
ويثير صعود هذا النوع من الصناديق الاستثمارية التي تدير احتياطيات نقدية هائلة
لدول مصدرة لمواد أولية أو سلع مصنعة، قلق الدول الغربية التي تريد حماية منتجاتها الصناعية أو أصولها الاستراتيجية.
وبحث وزراء المال وحكام مصارف الدول السبع هذه القضية خلال عشاء دعوا إليه عددا من ممثلي صناديق استثمارية مساء الجمعة في واشنطن. وتفيد دراسة أعدها مصرف مورجان ستانلي أن أصول هذه الأموال التي يعود معظمها لدول ناشئة مثل الصين أو مصدرة للنفط مثل النرويج والسعودية تبلغ أكثر من 2800 مليار دولار. وهي تضاعف عمليات شراء مجموعات أو المساهمة فيها. ودعا البيان صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في أوروبا إلى "مناقشة هذه القضايا".
وكان قادة أكبر ثلاثة اقتصادات في أوروبا وهي ألمانيا، فرنسا، وبريطانيا أكثر شدة وأكدوا أن الأسواق المالية تحتاج إلى قواعد أكثر صرامة لتعقب "المخاطر التي تواجه الاستقرار". وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني جوردون براون إن الاتحاد الأوروبي سيناقش اقتراحات بهذا الشأن في الأشهر المقبلة. كما دعا وزراء المالية إلى إجراء إصلاحات في صندوق النقد الدولي، مؤكدين أن الوكالة، التي تساعد الدول التي تواجه أزمات اقتصادية من خلال تقديم قروض، يجب أن تحد من الإنفاق وتمنح الدول الفقيرة والنامية رأيا أكبر في عملية اتخاذ القرار.
وارتفعت أسعار النفط إلى مستوى قياسي جديد أمس الأول، وما من علامة تذكر حتى الآن على قرب انتهاء أزمة الائتمان التي عصفت بأسواق المال العالمية حيث ما زالت البنوك تجد نفسها مضطرة إلى شطب خسائر هائلة من مضاربات عالية المخاطر في أسواق الإسكان الأمريكية.
ودعا بيان مجموعة السبع "منتدى الاستقرار المالي" إلى تحليل أسباب المشكلات في الأسواق والخروج بمقترحات بشأن إدارة السيولة والمخاطر. وقال "التوريق والابتكار المالي ساهما بدرجة كبيرة في نمو اقتصاداتنا. نتوقع من أطراف السوق معالجة الكثير من أوجه القصور التي تكشفت في الأحداث الأخيرة". ويرفع منتدى الاستقرار المالي تقريره إلى مجموعة السبع في اليابان وواشنطن العام المقبل.

الأكثر قراءة