الفروة والبرد والغلاء The Good, The Bad and The Ugly
لا أعلم كيف تسلل العنوان أعلاه لمقالتي هذه وقد يكون للبرد والغلاء اللذين تشهدهما مناطق المملكة كافة دور في هذا، على العموم أجد نفسي مجبراً على ترجمة كلمة فروة وأترك لخيالك - عزيزي القارئ - تحليل معنى بقية العنوان.
والفراء أي جمع فروة والفروة المقصودة هنا ليست لها علاقة بالفراء المعروضة على واجهات المحال الفارهة في مجمعات أسواق مثل الفيصلية أو المملكة ولا تربطها أي علاقة من قريب أو بعيد بالمصمم الإيطالي الشهير جيان فرانكو فيرري. فروتنا هذه عبارة عن مجموعة من جلود الخرفان تلبس خلال فصل الشتاء لتحمينا من البرد القارس ومن زار الشمال قبل أسبوعين لا بد أنه بحث عن فروة أو دخل في مناقصة لشراء فروة بعد موجة الغلاء. وبشاعة الغلاء أو جشع البعض التي طالت كل شيء من الأرز وحليب الأطفال إلى سخانات المياه والحطب، حتى أصبح للفروة مؤشر يتحرك بعكس اتجاه درجات الحرارة فكلما اشتد البرد ارتفع سعر الفروة بالنسب القصوى أي بنسب قطاع الفراء في سوق الجشع.
وكنت أستغرب ارتفاع أسعار سلع تصنع محليا وبعيدة كل البعد عن بورصة العملات العالمية وليست لها علاقة بسعر صرف الدولار وارتفاع تكاليف الشحن والوقود. لكن الاستغراب هذا لم يدم طويلا حيث قامت بعض الصحف بنشر خبر قبل يومين مفاده أن التجار يقولون إن وزارة التجارة لم تبلغهم بعد بقرار دعم الأرز!! هذا ورغم أن قرار الملك - رعاه الله - صدر قبل أكثر من شهر بدعم الأرز وحليب الأطفال.
إذن يجب ألا نستغرب حين يقول لنا أحد سماسرة الحطب أو بائعي الفراء إن ارتفاع الأسعار يعود لأسباب خارجية ولها علاقة بسعر صرف الدولار واتساع فتحة الأوزون. بالمناسبة يبدو أن قطار التضخم قد انحرف عن مساره وأصبح يهددنا جميعا، خاصة الفقراء الذين يقطنون (الصنادق) وبيوت الشعر ولا يملكون قوت يومهم. وحتى الطبقة الوسطى التي تتآكل يوما بعد يوم لأسباب عدة أصبحت تعاني الأمرين في ما يخص زيارة الطبيب أو شراء الدواء ودفع إيجار المسكن.
حسبي الله ونعم الوكيل متى يأتي "بياع الخبل عباته" وهو بالمناسبة وقت من السنة حين تتقلب درجات حرارة الجو بين البرودة والدفء .. لمراقبي الأسعار في وزارة التجارة أقول: ما "إلك" إلا فروة (كباشية).