خطر المباني المستأجرة على الطلاب

قبل أيام ألغي اليوم الدراسي في المدرسة التي تدرس فيها طفلتي الصغيرة، وتم إخلاء الطالبات من المدرسة بسبب "تماس كهربائي"، بعد أن تم إبلاغ أولياء أمورهن عبر رسالة "جوال" بالمسارعة في العودة للمدرسة واصطحابهن إلى المنزل.
وقد حدثتني ابنتي عن حالة الرعب والخوف والصراخ والبكاء التي طالت الطالبات بفعل هذا التماس الكهربائي، وأن تلك الحالة تتكرر كثيرا في المدرسة، وبعد الاستفسار من إحدى منسوبات المدرسة، علمت أن المبنى المستأجر يعاني مشكلة في الكهرباء منذ سنوات ولم يتم إصلاحها بشكل جذري ودائم وأنه تمت مخاطبة الجهات المختصة في هذا الشأن في وزارة التعليم ولكن لا مجيب ولا حلول جذرية وما يتم في مثل هذه الحالات هو مجرد إعادة للتيار الكهربائي دون إصلاحه بشكل تام.
ومنذ ذلك الوقت ونحن نعاني نفسيا في كل صباح عندما نودع ابنتنا في المدرسة غير الآمنة، وفي زعمي أن تلك الحالة التي نمر بها تمر بها جميع أسر طالبات المدرسة، ولا أعلم ما السر في عدم حل تلك المشكلة رغم مرور الأشهر والسنوات عليها، ولا أعلم سر هذا التقاعس واسترخاص حياة الطالبات وعدم الشعور بالمسؤولية تجاه المحافظة على سلامتهن.
لا شك أن المدرسة التي تدرس فيها ابنتي ليست الوحيدة التي تعاني قصورا في الصيانة أو وسائل الأمان، وفي زعمي أن من تقاعس في حل مشكلة مدرسة واحدة سيتقاعس أيضا عن إيجاد أي حلول لأي مدرسة تعاني قصورا.
القضية ليست قضية طفلتي فبالإمكان أن نلجأ لمدرسة خاصة نطمئن عليها من خلالها، وهي ليست قضية خاصة مع وزارة التعليم بل الأمر مرتبط بسلامة مئات من الطالبات والمعلمات أيضا، وهل يكون التدخل مثلا عندما تحل كارثة في المدرسة وأن تتعرض لحريق - لا سمح الله - بفعل هذا "التماس الكهربائي"، الذي عجزت وزارة التعليم عن إيجاد حل جذري له.
لا أرغب في أن يتحول عمودي في مناقشة شأن خاص بي أو بأسرتي، ولكن القضية أوسع من ذلك، فالمدارس المستأجرة المهترئة كثيرة وتعانيها جميع المدن والقرى السعودية، والواجب أن نشرع بشكل جدي في إيجاد حلول سريعة، ولا أرى مبررا للاستمرار في الاستعانة بها خاصة أن بعضها له أكثر من 30 عاما، ولم يتم استبدالها بأخرى حديثة أو نقلها إلى مبنى حكومي أكثر سلامة وأمنا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي