رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


الربيعة والمواطنة الجريئة

مقطع تم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع لمواطنة نادت وزير الصحة توفيق الربيعة خلال جولة له على مرافق صحية في منطقة عسير، قائلة "لو سمحت.. لو سمحت" وتجاوب معها الوزير بالقول "سمي" كررها ثلاث مرات في إشارة إلى اهتمام يشكر عليه وتجاوب غير مستغرب منه، وهو المشهود له بالعمل والاستماع لصوت المواطن، عندما كان وزيرا للتجارة، المواطنة طلبت من الوزير مرافقتها لقسم آخر غير المهيأ له من إدارة المستشفى، وقالت بلهجتها العامية "حنا نبيك تزور غرفة رقم 4، فالمكان هذا مهيأ لزيارتك"، وبالفعل تجاوب الربيعة مع طلبها وغادر القسم المهيأ سلفا للزيارة، وتبعها إلى الغرفة رقم 4، التي تعاني إهمالا وقصورا، كأغلبية الأقسام في المستشفيات التابعة لوزارة الصحة.
أمر طبيعي أن تمر عين المسؤول ـــ أيا كان ـــ على مكان مهيأ بأجود المواصفات، وأفضل الاهتمام، وأن يحرص ألا يكون فيه أي قصور قد يغضب المسؤول، أو أن يسهم في انطباع غير جيد عن الإدارة المشرفة عليه، وأمر طبيعي أن يحرص المديرون التابعون لذلك المسؤول على ألا يسمح لعينه إلا بمشاهدة كل ما هو جميل في حال تكرمه بزيارة مجدولة ومعلنة وغير مفاجئة، كما حدث مع الوزير الربيعة أثناء زيارته لذلك المرفق الصحي في منطقة عسير الذي ظهر جزء منه في المقطع المتداول.
كل مواطن لا بد أن يعاني وزارة الصحة ومرافقها المنتشرة في كل مناطق المملكة عندما يزورها طلبا للعلاج أو أن يتم تنويمه فيها، فالقصور في كل مكان، والمرافق في أدنى المستويات والخدمات متدنية والاهتمام أيضا في حالة يرثى لها، إلا في بعض المرافق والأقسام التي لا يحق للجميع دخولها، وهي مهيأة لمن يسمون vip، ومن هنا فالجولات التي نفذها أو سينفذها الوزير الربيعة على المرافق التابعة لوزارته لا يمكن أن تحقق المرجو منها، والمسؤولون عن تلك المرافق يعلمون مسبقا بوقت كاف عن زيارة الوزير، وسيكون كل شيء مرتبا للزيارة على أكمل وجه، وسيتوقف الاهتمام بمجرد انتهاء الجولة.
إن أراد الربيعة معاينة القصور فعليه تنفيذ زيارات مفاجئة وغير معلنة، وأن يبادر بطلب علاج كما يفعل أي مواطن ليرى ما نعانيه، وعليه أن يتنكر وأن يذهب للطوارئ في أي مستشفى، وفي أي منطقة ليرى المعاناة والطوابير بعينه، وكيف يتألم المرضى دون أن يلتفت إليهم أحد.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي