المراقبة مرة أخرى
يستمر الحديث عن كاميرات المراقبة التي تعتبر وسيلة مهمة لضمان حسن الأداء وحماية الناس. تحدثت في الماضي عن كل مكان يمكن أن نتصور وجود هذه الكاميرات فيه، لأنني أعتقد أنه ما من مكان يمكن أن يمارس فيه الإنسان خطأ أو تجاوز يضر الناس، إلا واستحق أن يراقب.
لا تجعل الله أهون الناظرين إليك، مبدأ ثابت يجب علينا جميعا أن نتبناه ونحترمه ليصبح أسلوب حياة. لماذا نستمر في النفاق الاجتماعي، لماذا نستمر في ارتكاب المخالفات سواء في الطرق أو المكاتب أو المدارس. ليس هناك ما يبرر كمية التقمص التي يحفل بها يوم كل واحد منا.
لقد أصبحت الحياة مسرحا فيه من التجاوزات والمخالفات التي لم يكن لها أن تكون لو أن الواحد منا طبق تلك المقولة. هنا ستكون حياتنا أجمل ونحن نعيش صدق المشاعر والسلوكيات. فما أكثر ما يقول الواحد منا بيني وبينك أو لا تخبر أحدا بما أقول، بنفس النفس نتحدث عن المخالفات الأخرى التي تتجاوز مجرد نقل الأقوال أو التأليب على الآخرين.
على أن هناك من يعيشون في قوقعات من الكذب نسجوها بأيديهم وألسنتهم، لكنهم لا يمكن أن يسيطروا، ونتحول جميعا إلى صور ممسوخة من الكذب والنفاق ومحاولات الكسب غير المشروع، والتجاوز على حقوق الآخرين، والإهمال في الواجبات، وغيرها من الصور المؤلمة التي نراها كل يوم عندما نكون نحن أصحاب الحاجة.
أما عندما يحتاج إلينا الآخرون فنحن نتحول إلى حالة من الضيق ونربط بهم كل مآسي حياتنا ومصائبنا اليومية. هنا يأتي دور الحكم المحايد "الكاميرا"، وهي بمنزلة المرآة التي تعكس الواقع وتجعلنا نفكر بطريقة تفكير المحتاج الذي يلجأ إلينا. تلكم طريقة حديثة ومنطقية لإعادة المنطق لعلاقاتنا والكفاءة لأدائنا والاحترام فيما بيننا.
عندما أشاهد أسلوب الأشخاص عند إشارات المرور التي تكون فيها الكاميرات، أتمنى لو أن كل الإشارات فيها نفس الكاميرات. وعندما شاهدت مقاطع التعذيب التي كان يتعرض لها الأطفال في مراكز التأهيل الشامل، طالبت بأن تنشر هذه الكاميرات لأن من لا يستحي يجب أن نجعله يخاف العقوبة التي يمكن أن يتعرض لها، والكاميرا تكشف كل المخالفات والجنايات التي تقع.
هنا أتساءل: لماذا يرفض أي مسؤول في التعليم الاعتراف بالكاميرا كدليل لوقوع مخالفة في مدرسة؟