رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


كل غلطة

ينطبق على مقالي اليوم ما أثر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث شريف, إذ قال "وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم". ذلك أن الكلمة أمانة وهي مسؤولية, يتبع لهذا المنطق الفعل وهو ما يجب أن يحرص على التعامل معه المسؤول بكل حرص.
تقوم كثير من الدول بتدريب المرشحين للمناصب العامة في مجالات عديدة, ومن ضمنها التعريف بخطورة وسائل الإعلام والآثار التي تترتب على ما يقال ويفعل في الحاضر والمستقبل, ومن ذلك أن المسؤول سيتأثر سلبا أو إيجابا حتى بعلاقاته الاجتماعية, وسلوكيات وأفعال أقاربه وأسلوب حياة كل منهم.
يجعل هذا من الحياة تحت الأضواء صعبة للغاية, لكنها مغرية لكثير من الناس على الرغم من علمهم بالأثر المحتمل للفشل الناتج عن التعامل الخاطئ أو القول غير المقبول في البيئة المجتمعية التي يؤثر فيها المسؤول. يمكن ربط هذا الحديث بما شاهدناه أخيرا في وسائل التواصل المجتمعي.
أصبحت هناك عبارات فارقة تربط بأشخاص معينين بسبب خطأ في التعبير أو اجتزاء كلمة خارج محتواها من قبل هواة الإثارة ومراقبي المسؤول. هذه العبارات قد تستغل لأبعد حد لتؤثر في مستقبل وحياة المتحدث, وهنا يأتي التساؤل المهم: لماذا يتناول الشخص التعامل مع الإعلام من الأساس؟
الإجابة تكمن في سلوك الأوائل ومقارنته بسلوك من خلفوهم. معلوم لدينا أن أغلب المسؤولين لم يكونوا في السابق حريصين على الظهور في وسائل الإعلام بل كان أغلبهم يتفادى ذلك لعلمهم بالأثر الخطير لهذه الوسائل, وقد تكون هناك أسباب أخرى.
أما وقد أصبح الإعلام جزءا من حياة الناس, وارتفع مستوى الثقافة المجتمعية وأصبح الناس أكثر تطلبا ومراقبة للمسؤول, فقد أضحى من المهم أن يصل صوت المسؤول للمجتمع الذي يعيش فيه, وهذا الصوت يجب أن يكون واضحا وأن تكون تعبيراته غير قابلة للتأويل أو الخروج من محتواها الفكري والوظيفي, وهذا من أصعب الأمور بالنظر لتطور الثقافة والتعليم في المجتمع وحداثة سن كثيرين ممن يتداولون المعلومة.
هنا يأتي الدور المهم الذي يمكن أن يلعبه المتحدث الرسمي للقطاع, مع أنه لا يعفي المسؤول من أن يكون حريصا وانتقائيا في كل ما يقول ويفعل ما دام في المنصب العام.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي