رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


التعلم من التجربة اليابانية في النمو الاقتصادي

دائما ما تصدر من منتدى الاقتصاد العالمي تقارير تلفت الانتباه، وقد صدر أخيرا تقرير تحت عنوان "أتعتقد أنك تعرف اليابان؟" وقد تضمن التقرير رسوما بيانية مختلفة، بلغ عددها خمسة تجعل المطلع يفكر فيها كثيرا في محاولة لاستنباط معلومات أكيد ستكون مفيدة من بلد بحجم اليابان.
تعد اليابان ثالث أكبر اقتصاد عالمي، ومع ذلك يكثر الحديث عن أنها تعاني تحديات انخفاض الناتج المحلي الإجمالي وشيخوخة القوى العاملة، إلا أن الجوانب الإيجابية في الاقتصاد الياباني تتركز في التالي:
- نمو اقتصادي يستفيد منه الجميع أو الأغلبية، ويتضح ذلك جدا في انخفاض الفجوة بين الأغنياء والفقراء ونموها ضعيف ليس كغيرها من الدول المتقدمة.
- فجوة الأجور أصغر، والسبب الرئيس أن المديرين التنفيذيين اليابانيين لا يدفعون لأنفسهم رواتب عالية ويعتمدون على معايير ومقاييس محددة تحدد الأجور وزيادتها وتضع الأقدمية في المقدمة.
- مشاركة الإناث في القوى العاملة في تزايد، مع أن الظروف المجتمعية كانت تدفع المرأة عند الزواج أو الولادة إلى أن تبقى في المنزل لتربية الأسرة والإشراف على المنزل، وانعكس ذلك كثيرا على النمو الاقتصادي، اليوم تغيرت المشاركة بشكل كبير وليست ببعيدة عن نسبة مشاركة المرأة الأمريكية، وعمل رئيس وزراء اليابان على تبني خطة إصلاح اقتصادي تستهدف ذلك.
- محور الابتكار، ركيزة أساسية يمتلكها الاقتصاد الياباني، وهو الذي قدم للعالم القطارات الصاروخية السرعة، مشغلات الأقراص المضغوطة، ولا يزال واحدا من أكثر الاقتصادات ابتكارا، ويأتي في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة.
- سمعة راسخة في الخارج، وينظر لهم على أنهم شعب يمتلك الجدية في العمل، والإبداع والصدق في التعامل.
وهنا تأخذني الذكريات إلى أيام الطفولة، وكيف أن الانطباع كان منغرسا لدينا أن الصناعة اليابانية ضعيفة ومقلدة، حينها كانت النظرة دونية للصناعة اليابانية والسيارات أكبر مثال، «تويوتا» ذلك الزمن واليوم.
ونحن اليوم نعيش عصر حلم "رؤية 2030" هل بإمكاننا أن نتخيل أنفسنا نستفيد من التجربة اليابانية؟ لِمَ لا؟ وما أتمناه من مسؤولي وزارة الاقتصاد والتخطيط تبني ذلك بالتحليل والدراسة، ومن ثم العمل على تبني ما تميزوا به، والأهم تثقيف المجتمع من خلال المشاركة. وحقيقة هنالك حراك وشراكة اقتصادية بين الرياض وطوكيو، وقد شهدت البلدان زيارات مكثفة لتحقيق هذا الهدف، وقد وقعت أكثر من 36 حزمة شراكة بين البلدين ونحن بكل تأكيد نثق بأن يؤتي هذا التحرك الاقتصادي الكبير ثماره قريبا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي