سجون بلا سجناء

هل عقوبة السجن رادعة؟ وهل يخرج السجناء من السجون أفضل حالا؟ أم يعودون لما هم عليه وأسوأ. حاولت البحث عن إحصائيات محلية توضح لنا بالأرقام مدى الفائدة من السجن ومع الأسف لم أجد، والسؤال الجدلي الآخر هل هو من ضمن العقوبات التي نص عليها الشارع الحكيم أم لا؟ ووجدت اختلافا كبيرا في وجهات النظر.
سجون العالم تكتظ بالمساجين والجرائم تزداد بل وتصبح متطورة أكثر، فهناك يحصل تبادل خبرات خصوصا أن أغلب السجون خليط فتجد القتلة ومروجي المخدرات مع شخص سجن لدين عجز عن سداده!
ورغم ذلك هناك بلدان أثبتت أن هناك بدائل فعالة عن السجون فقلت لديهم الجريمة واختفى المساجين!
هولندا مثلا تشهد انخفاضا كبيرا في عدد السجناء، لدرجة أصبح فيها عدد السجانين يفوق عدد السجناء ما اضطرها إلى إغلاق نحو 19 سجنا من سجونها خلال السنوات الست الأخيرة حيث تم إغلاق أول ثمانية سجون عام 2009، لأن عدد السجناء أقل من سعتها الإجمالية. وقد شكل هذا الأمر أزمة حقيقية في هولندا. وفي عام 2008 كان في البلاد 9700 سجين، وما يقرب من 9900 من الطاقم العامل بالسجون بما في ذلك الحراس!
فما السبب وراء انخفاض عدد السجناء؟
يعزو كثيرون سبب قلة السجناء في هولندا إلى قوانينها الرادعة بداية التي تفوقت بها على الدول العظمى مثل الولايات المتحدة و بريطانيا.
أدى ذلك إلى انخفاض معدلات الجرائم بشكل عام. أما السبب الثاني فيعود إلى أن نظام العقوبات في هولندا يركز على إعادة تأهيل المجرمين في الدرجة الأولى وليس معاقبتهم.
ثالثا، لدى هولندا قوانين فعالة فيما يتعلق بالمخدرات على الرغم من أنك تجد بعض أنواعها تباع في الكوفي شوب ولكن بشكل قليل جدا ومقنن (أنا لست مع هذا التسامح بتاتا ولكننا نستعرض حالة) والغريب أنه يسمح للمواطنين فقط ويمنع القانون السياح من التعاطي! أما الاتجار في المخدرات الأكثر خطورة فيواجه بالعقوبات الرادعة.
السبب الأخير والأكثر أهمية أن المجرمين في هولندا مخيرون بين خيارين، إما الذهاب إلى السجن وإما ارتداء ما يشبه العلامة أو السوار الإلكتروني، الذي يسمح للسلطات بتعقب حركاتهم مع احتفاظه بحريته وبقائه مع أسرته وخدمة مجتمعه أو السجن العادي! وهذا النظام حسب الإحصاءات وفر نحو 50 ألف دولار للفرد الواحد سنويا.
وبسبب خلو السجون من السجناء قامت هولندا بتأجير سجونها بكامل طاقمها على بلجيكا والنرويج وحاليا، يوجد في سجون هولندا 550 سجينا بلجيكيا، و300 نرويجي!