الأسر المنتجة تكسب
سعدت كثيرا بمبادرة إدارة التعليم في عسير بإسناد بعض المقاصف المدرسية إلى الأسر المنتجة. هذه تجربة من المهم أن تنجح.
تعظيم مكاسب الأسر المنتجة مسألة رائعة للغاية. وإدخالهم في تفاصيل العمل المؤسسي خطوة إيجابية للغاية.
اشتراطات الاندماج في نشاط المقاصف واضحة وسليمة وتتمثل في: تسجيل الأسر المنتجة في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وتطبيق الاشتراطات الصحية مثل بقية الشركات المشغلة، والتركيز على نوعية وجودة الوجبات والمشروبات، وتغليف الشطائر والفطائر بالبلاستيك، مع تدوين المكونات وتاريخ الصلاحية.
هذه الاشتراطات التي أوردتها صحيفة الرياض بالأمس تحقق مسائل مهمة منها: عدم السماح بحدوث عشوائية أو تفاوت في الخدمة المقدمة لأبنائنا وبناتنا في المقاصف المدرسية. مع إتاحة هذا النشاط للأسر المنتجة بدلا من إسناده لشركات تستقدم عمالة رخيصة من أجل إعداد أطعمة قد لا تكون مجهزة بمستوى يحقق اشتراطات النظافة والسلامة المطلوبة.
وأنا أتأمل في هذه التجربة، وأترقب نتائجها، أستشرف مع سواي أن نراها نموذجا ينطلق من عسير ليشمل إتاحة الفرص للأسر المنتجة في مختلف مدارسنا في المملكة.
الأسبوع الماضي حضرت مناسبة كبيرة في منزل أحد الأصدقاء، وقد كان مضيفنا سعيدا وهو يبلغنا أنه استعان بأحد الأسر المنتجة لتجهيز الطعام للضيوف بدلا من اللجوء إلى المطابخ المنتشرة من حولنا.
هناك ملاحظة تتعلق بغلاء الأسعار التي تقدم من خلالها بعض الأسر المنتجة أطعمتها، وهذا أمر مشهود حتى في الأسواق التي تقام وتعرض فيها الأسر المنتجة ما لديها من أطعمة.
وأظن أنه من الضروري أن يكون هناك وعي بأهمية أن تكون الأسعار المطروحة معقولة، بحيث تحقق الربح للأسر المنتجة، ولكنها تسعى لجذب الناس من خلال أسعارها المنافسة للمطاعم الأخرى.
هذا الأمر ينسحب على تجربة المقاصف المدرسية في عسير. من الضروري أن تأتي أسعار السلع المعروضة في المقاصف المدرسية بأسعار تتناسب مع الطلاب.