الشعب يريد الحياة
يمر على الشعب اليمني هذا الوقت الصعب وهم أمام خيار مهم يعتمد عليه مستقبل حياتهم وحياة دولتهم وتاريخها المجيد. الدولة التي لم يستطع أحد من الغزاة أن يركعها, تقع اليوم ضحية لبعض أبنائها الذين ارتهنوها في سبيل مصالحهم الشخصية وعمالتهم للفرس المجوس.
اليوم ينتظر العالم من هذا الشعب أن يعيد سيرته البطلة, ويقاوم هذه المجموعة التي عرف عنها على مدى التاريخ أنها تستهدف تدمير كل شيء من أجل البقاء في السلطة. سبق الحوثي بتوجهه نحو إيران واستيراده المفاهيم والسلاح من هناك ليحارب بني جلدته. الحرب التي كانت بينه وبين غريمه السابق علي صالح, تحولت إلى تحالف يدمر الشعب اليمني.
ثبت من خلال هاتين الواقعتين أن الشخصين يعملان لمصلحتيهما الشخصية, فما الذي جعل صالح يحارب الحوثي في تسع حروب ثم يتحالف معه, سوى قناعته بأنه سيستخدم الحوثي وكل إمكاناته ثم يتخلص منهم بطريقته الخاصة التي تخلص بها من كثير من منافسيه السابقين على السلطة.
الحوثي في المقابل كان مستعدا للتحالف مع الشيطان في سبيل الوصول إلى السلطة ووضع رقاب جميع اليمنيين تحت تصرفه.
والواضح أن الاثنين لما يكونا لينجحا لولا تحالفهما مع شيطان أكبر هو إيران التي تمدهما بالسلاح والمختصين، وتستخدم الماكينة الإعلامية لحزب الله لإدارة العمليات النفسية وإصدار البيانات الكاذبة في سبيل ضمان بقاء الحوثي وصالح تحت سيطرة الولي الفقيه.
يلاحظ الجميع أن الخلافات بدأت تدب بين الفريقين إثر ما سمي بالمجلس السياسي, المجلس الذي أبرز طمع كل منهما في السيادة على اليمن, وسمعنا كثيرا من المقاطع التي يتبادل فيها الحوثي مع صالح الاتهامات بصريح العبارة ويعترف كل منهما للآخر بأنه سرق واستغل البلاد والمصالح العامة في سبيل تجميع أكبر قدر من الأموال, ولكل منهما مبرراته التي يسوقها, لكنه لا يستطيع أن يتبرأ من تهمة السرقة ومحاله وأملاكه تنتشر في أغلب الدول.
أخيرا قصف مخيم عزاء في صنعاء وكان هذا واحدا من علامات الخلاف الشديد بين الحليفين الغريمين. هذه الجريمة التي حاول كل منهما أن يربطها بالتحالف, ثبت أنه عمل انتحاري وهو محاولة للسيطرة على الوضع بعد أن اتضح أن الأمور تسير إلى نهاية غير تلك التي كان يرسم عليها المخلوع .... فإلى أين يريدون أن يأخذوا اليمن؟