رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الرديف الخطير

حديثي أمس ركز على العلاقة الخطيرة بين القلق والحالات الاجتماعية الشاذة. ذلك أن القلق نتيجة منطقية لعدم الاستقرار المجتمعي سواء بسبب أعراض بيئية أو اجتماعية أو ثقافية. يسبب القلق نتائج نفسية وجسدية تؤثر في حياة الناس.
أهم العناصر التي تنتج عن القلق هو الإجهاد الذي يؤثر في الجسم والفكر ويؤدي لمزيد من القلق بسبب الأثر الصحي والنفسي. لعل هذين العنصرين هما أهم خطرين يواجهان الإنسان اليوم، وإذا تمكن الواحد من التخلص من أحدهما فهو على الطريق الصحيح للتخلص من الآخر.
ما نلاحظه اليوم من إجهاد وقلق يدفع كثيرين للبحث عن البدائل المادية أو النفسية التي يمكن أن تحقق لهم التخلص من المعاناة التي يعيشونها. مهما بحث الواحد منا عن الخلاص من هذه المشاكل بعيداً عن الله والهدي المحمدي والقرآن الكريم فهو لا يفعل إلا الانغماس في مزيد من القلق والتوتر.
البدائل التي نشاهد الجميع يسعون لها في العالم من هنا وهناك تتفاوت من الصحية جداً إلى الخطيرة جداً. قلنا إن العودة إلى الله هي الحل الأمثل. وقد بحث كثيرون عن الراحة في البرامج اللياقية والعلاج النفسي وهذه مفيدة ما دامت بعيدة عن الإدمان الذي يبحث آخرون عن الحلول عن طريقه وهو ما أدى إلى الكم الكبير من الاستهلاك للمواد المؤثرة في العقل والتركيز في مختلف دول العالم.
وصل التعلق بهذه المواد درجة اضطرار كثير من الدول للسماح باستخدام نوعيات معينة منها، لكنها ستظل مشكلة وليست حلاً كما ذكرت آنفاً. المهم أنه سيبقى هناك كثير من المظاهر التي تدلنا على الخطر وتدعونا لتقديم الحلول التي تحمي المجتمعات.
دراسة أخيرة أكدت أن القلق والضغوط الناتجة عنه التي تؤدي إلى الإجهاد النفسي والبدني وحالة تبادل المراكز بينهما هي السبب الأكبر في حالات الجلطة والذبحة الصدرية في أغلب دول العالم. هنا نذكر أن ما يتعدى 40 في المائة من حالات السكتة يمكن إرجاعها إلى هاتين المتلازمتين الخطيرتين.
الأكيد الذي لا يقبل النقاش أنه ليس بيد الإنسان أن يغير قدره، إلا أنه يستطيع أن يتعايش مع الضغوط التي تمر به ، ويستطيع أن يكون نظاماً داخلياً يسمح له بتقبل حياته والتوازن معها وهو ما يعرف بالتصالح مع الذات ، بعيداً عن المقارنة بالآخرين وحظوظهم ومزاياهم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي