رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


السياسة .. وكذبة «المصالح»

يمرر علينا بعض السياسيين أن السياسة ما هي إلا لعبة "مصالح"، وتنقاد المواقف وفق المنافع التي يمكن أن تجنيها الدول، وهذا "هراء" ومجرد تبرير للمواقف الضعيفة وغير الإنسانية التي تنتهجها بعض الدول، فالسياسي إنسان في المقام الأول يجب أن تحركه مبادئه وقيمه في حالات كثيرة، ولعل من أهمها قضية الشعب السوري المكلوم الذي يتعرض في كل يوم، بل في كل ساعة لأبشع الجرائم التي عرفتها البشرية.
أمس الأول جدد مجلس الوزراء السعودي مطالبه بضرورة أن تقف الدول العربية مع الشعب السوري ضد آلة البطش الأسدية والجرائم الشنيعة التي ترتكب في حق الجميع من السوريين ولم يسلم أحد حتى الأطفال والشيوخ والنساء.
أمر مفروغ منه أن تساند الدول العربية حكومات وشعوب المستضعفين في سورية، علينا أن نقف مع أهلنا السوريين الذين تجمعنا بهم روابط عدة، لعل من أهمها الدين والدم، فالنساء اللاتي يقتلن نساؤنا والأطفال أطفالنا والشيوخ شيوخنا، ولكن ما يحدث على أرض الواقع مناف لما هو مفروغ منه، فبعض المواقف العربية ساندت المجرم بشار، وبعضها مسك العصا من المنتصف وأطلق مواقف "ضبابية" وغير مفهومة تسببت في خذلان لن ينساه الشعب السوري ولن يرحمهم بسببه التاريخ وستلعنهم بفعله الأجيال الحالية والمقبلة.
بزعمي أن مطالبة الرياض العرب بالوقوف مع الشعب السوري جاءت بعد أن لاحظت تلك المواقف الضبابية التي بيعت فيها القضية السورية من قبل البعض من أجل مصالح فقدت من خلالها تلك الحكومات احترام الآخرين لها، فأي مصلحة يمكن أن تجنيها تلك الدول من مساندة بشار وأعوانه من الدول والمنظمات الإرهابية ستكون خاسرة بعد أن تجردت من المبادئ والقيم التي تحث على نصرة المظلوم – أيا كان عرقه ومذهبه – فما بالك عندما يكون المظلوم من الأهل كما الشعب السوري الشقيق.
لسنا هنا في ذكر ما قدمته المملكة العربية السعودية للشعب السوري من دعم سياسي ومالي وإغاثي، فالجميع يراه واضحا وجليا أمامه ولا يحتاج إلى إثباتات، ولكن ماذا عن بعض الدول التي تتحدث باللغة العربية، وهي فاقدة للقيم العربية والإسلامية عندما تغلب ما تراه "مصالحها" وتبيع قضية الشعب السوري بحفنة من الدولارات ناصرة الظالم على المظلوم وتبريرها القائم دائما "السياسة مجرد لعبة مصالح".
لا يجب أن ننساق خلف هؤلاء ونردد ما يرونه في السياسة ولعبة المصالح، ولا يجب أن نبرر لهم أفعالهم فمن ينصر المجرم هو مجرم كما هو، ومن يصطف خلف القتلة هم قتلة كما هم، لا فرق بين من يقتل النساء والأطفال والشيوخ ومن يقف معهم أو في المنتصف فكلهم في خندق واحد.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي