التنقل بين المساجد في رمضان بين الخشوع في الصلاة وتفويت الفريضة
يعد التنقل بين المساجد ظاهرة رمضانية دائمة، وهي ذات مردود نفسي طيب على المصلين وتمنحهم الخشوع وزيادة الإيمان، حيث يتهيأون من خلال المواظبة على صلاة التراويح لمزيد من التزود على الطاعة في هذا الشهر الفضيل، ومما يلفت النظر في هذا الشهر أن البعض يتنقل بين المساجد بشكل يومي فيصلي اليوم في مسجد وغدا في مسجد آخر وهكذا دواليك، هذا ما جعلنا نطرح هذه الظاهرة من هذا الجانب، حيث تحدث في البداية عدد من المصلين، يقول عبد الرحمن العائش إن التنقل بين المساجد يحدث من بعض الناس ورغبتهم من ذلك الخشوع في الصلاة مع الإمام الذي تعودوا عليه، وأنا أرى أن ذلك جيد للشاب، لأن رمضان فرصة للعودة والإنابة إلى الله، لذلك أتمنى أن يكون ذلك في أضيق الحدود، وإن كان أهل مكة وضعهم مختلفا، فأكثرهم يذهبون للمسجد الحرام وأتمنى للجميع التوفيق.
أما الشاب سلطان الضبيعي فيقول بالنسبة ليّ أحرص على الصلاة في المسجد القريب من منزلنا وأرتاح هناك ووجهة نظري أن التنقل بين المساجد قد يجعل المصلي تفوته بعض الصلاة المفروضة إذا لم يبكر للصلاة إذا لأن بعض المصلين يذهبون لمساجد بعيدة بحثا عن الخشوع في الصلاة وفقنا الله وإياهم لذا أتمنى أن يحرص المصلون في هذا الشهر على مضاعفة الأعمال الصالحة فيه لأن ذلك يريح النفس ويرتفع بهمة المسلم.
ويرى الموظف خالد الحسين أن التنقل بين المساجد يعود لرغبة المصلي وإذا وجد أن في ذلك تنافيا مع الشرع فعليه أن يترك ذلك، وحقيقة أن توجيه سماحة المفتي العام، وفقه الله، جاء في وقته، ونتمنى أن نستفيد منه جميعا، كما أن علينا مسؤولية إحياء المساجد القريبة منا، لأن عدم الصلاة فيها سيفقدها المصلين، وهذه نقطة يجب أن نهتم بها.
الانشغال بالتنقل بين المساجد
من جهته، حث الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي عام المملكة المسلمين على الحرص على تقوى الله في هذا الشهر العظيم والبعد عن كل ما يجرح الصوم وينقص ثوابه والحفاظ على الأعمال الصالحة من صيام وقيام ليل مع جماعة المسلمين لقوله، صلى الله عليه وسلم "من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة" وشدد على أهمية الحفاظ على صلاة التراويح مع الجماعة، وقال ينبغي للمسلم أن يعتني بهذا، ونصح المصلين بعدم الانشغال بالتنقل بين المساجد وتتبع الأصوات، بل يصلون مع من يكون قريبا إلى قلبه وأدعى لتدبره لكتاب ربه وخشوعه معه ويتم معه الصلاة في شهره حتى ختم كتاب ربه فينال الأجر العظيم ويحوز الفضل الكبير.
ويؤكد فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء أهمية تحسين الإمام صوته بتلاوة القرآن الكريم ويعتني بالقراءة على الوجه المطلوب محتسبا الأجر عند الله لا من أجل الرياء والسمعة، وأن يتلو القرآن بخشوع وحضور قلب لينتفع بقراءته وينتفع به من يسمعه، والذي ينبغي لجماعة كل مسجد أن يعمروا مسجدهم بطاعة الله والصلاة فيه ولا ينبغي التنقل بين المساجد وإضاعة الوقت في التذوق لأصوات الأئمة لا سيما النساء، فإن تجوالهن وذهابهن بعيدا عن بيوتهن مخاطرة شديدة، لأنه مطلوب من المرأة أن تصلي في بيتها، وإن أرادت الخروج للمسجد فإنها تخرج لأقرب مسجد تقليلا للخطر. ويضيف أن هذه الظاهرة المتمثلة في التنقل بين المساجد غير مرغوب فيها، لأن فيها تعطيلا للمساجد الأخرى وهي مدعاة للرياء وفيها تكلفات غير مشروعة ومبالغات.
من جهته، قال الشيخ الدكتور فالح الصغير عميد كلية أصول الدين سابقا، إن هناك اهتمام يسر المؤمن بصلاة التراويح والتجاوب والتفاعل الكبير، وأرجو الله أن يثيب فاعليه غير أنه يطغى على بعض الناس طلب إمام معين وقد يكون بعيدا عن منزله فيفوت الفريضة مع الجماعة أو بعضها، وهذا بلا شك طلب أجرا وأخفق فيما هو أهم منه، ومثل هذا ينبغي أن يصلي في مسجده القريب أو يبكر للصلاة فلا تفوته الفريضة.
ويشير الشيخ خالد التركي إمام مسجد عمر بن الخطاب سابقا في الرياض إلى أن كلمة المفتي العام الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ للمسلمين بشكل عام وأبناء هذه البلاد فيه الكثير من التوجيه والنصح، وجزاه الله خيرا، وفيما يخص التنقل بين المساجد فهي ظاهرة تتكرر مع بداية شهر رمضان المبارك لا لشيء إنما بعضهم للتقليد، لأن فلان يصلي عند الإمام الفلاني حتى أن بعضهم ربما فاتته الصلاة، صلاة الجماعة أو شيء من صلاة التراويح بسبب الذهاب إلى مسجد يبعد عن حيه عشرات الكيلو مترات حبا في سماع صوت الإمام الفلاني وأحيانا تحصل مقارنات بين إمام وآخر بين الشباب ولو أنه صلى في مسجد حيه لكان أولى، لأن بعض المساجد تصبح خاوية في رمضان في صلاة التراويح، نسأل الله للجميع التوفيق.