الوجه الآخر للشر

لكي تكون حكاية يرويها التاريخ وتتوارثها الأجيال عليك بالقيام بعمل خارق أو بطولي أو ليكن لك موقف حازم في أمر مهم، شذ عن هذه القاعدة الأشرار فشرك قد يدخلك التاريخ من أوسع أبوابه، فهل هم أشرار بطبعهم وهل الشر متأصل فيهم؟ كثير من الشخصيات وصمهم التاريخ بالعار وقد يكونون مستحقين ذلك فماذا تخفي تلك الشخصيات الشريرة خلف شرها؟ قد تستغرب أن كثيرا منهم تصرفاته في حياته العادية تنافي ما اقترفه أو ما اتهم به.
اتهمت "ليزي واندرو بوردين" عام 1892، بقتل والدها بتحطيم رأسه بفأس داخل منزلهم في ماساتشوستس وتمت محاكمتها وتبرئتها في محاكمة حظيت بتغطية إعلامية مكثفة، وعلى الرغم من هذا، فإن معظم الناس لا يزالون يعتقدون أنها مذنبة وبالتالي أصبحت منبوذة.
وإلى اليوم لا أحد يعرف حقيقة ما حدث ولكن ما عرف عنها وشاع هو حبها للحيوانات والعطف عليهم وأصبحت أحد أهم الزائرين لملجأ الحيوانات المحلية في بلدتها حيث تجد هناك سعادتها ولا تشعر فيه بأنها منبوذة، وورثت عن والديها ثروة كبيرة أنفقت جزءا منها على الحيوانات وأعطت 3000 دولار لكل خادم لديها ووزعت مبالغ أخرى ومجوهرات على أفراد أسرتها والأصدقاء،
أما بارتولوميو البرتغالي فقد كان مجرما من نوع آخر ومن أشهر قراصنة القرن الـ17 الميلادي اشتهر بقسوته، وتحقيقه انتصارات باهرة، ومن أعجب ما قام به سن قانون صارم للقراصنة بهدف فرض النظام والسلوك السليم لهذا العالم المرعب. ويأتي أحد أعتى السفاحين في التاريخ الأمريكي "ديفيد بير كاويتز" أو ابن سام كما يعرف، الذي زرع الرعب في السبعينيات وأرهب نيويورك رغم قلة عدد ضحاياه كسفاح قتل ستة أشخاص وأصاب سبعة آخرين إلا أن جرائمه حظيت بتغطية إعلامية واسعة وأصبح سيئ السمعة. ليتحول في السجن إلى رجل مختلف يرفض طلب الإفراج المشروط لأنه كان يرى استحقاقه البقاء في السجن بقية حياته ومن شدة إحساسه بالذنب رفع دعوى ضد محاميه هوجو عام 2005 الذي كان يريد استخدام صور ورسائل بيركوفيتش لنشر كتاب عنه فقد كان شرطه أن تذهب أرباح كتابه لأسر ضحاياه.
أما جيم جونز مؤسس وزعيم معبد الشعوب الذي انتحر أكثر من 900 من أعضائه عام 1978 في عملية انتحار جماعية، 300 منهم كانوا أطفالا، فقد كان التحول في حياته عكسيا حيث بدأ حياته نصيرا للسود وضد التمييز العنصري في أمريكا حتى أنه عين مديرا للجنة حقوق الإنسان في إنديانابوليس عام 1960 وانتهى به المطاف قاتلا للمئات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي