بريطانيا:أول ضحايا الرهن العقاري يثير الذعر في أوساط المودعين

بريطانيا:أول ضحايا الرهن العقاري يثير الذعر في أوساط المودعين

حاولت الحكومة البريطانية وقف موجة سحب المودعين أموالهم من بنك نورذرن روك، وتعهدت لهم بألا يخسروا أي جزء من أموالهم مع استمرار هبوط سهم البنك واصطفاف الآلاف لسحب مدخراتهم. غير أن المخاوف من ألا يكون البنك هو الوحيد الذي يحتاج إلى تمويل أدت إلى فقدان سهم بنك أليانس آند ليسيستر البريطاني أكثر من 30 في المائة مما دفعه إلى نفي أن يكون قد طلب أيضا المساعدة من البنك المركزي.
وقال أليستير دارلنج وزير المالية البريطاني، إن الحكومة وبنك إنجلترا سيضمنان إذا لزم الأمر جميع الودائع القائمة في "نورذرن روك" خلال الاضطرابات الحالية.
في الوقت نفسه، قال "نورذرن روك" الذي أنقذ يوم الجمعة بواسطة قرض طارئ من بنك إنجلترا، إنه لا يجري محادثات للاستحواذ عليه غير أنه سيدرس خياراته الاستراتيجية. وقال "نورذرن روك" والجهات المنظمة إنه لا يوجد ما يدعو المستثمرين أو العملاء للذعر، وإن البنك لا يزال قادرا على سداد الديون.

في مايلي مزيداً من التفاصيل:

حاولت الحكومة البريطانية وقف موجة سحب المودعين أموالهم من بنك نورذرن روك وتعهدت لهم بألا يخسروا أي جزء من أموالهم مع استمرار هبوط سهم البنك واصطفاف الآلاف لسحب مدخراتهم. غير أن المخاوف من ألا يكون البنك هو الوحيد الذي يحتاج إلى تمويل أدت إلى فقدان سهم بنك إليانس آند ليسيستر البريطاني أكثر من 30 في المائة مما دفعه إلى نفي أن يكون قد طلب أيضا المساعدة من البنك المركزي.
وقال أليستير دارلنج وزير المالية البريطاني، إن الحكومة وبنك إنجلترا سيضمنان إذا لزم الأمر جميع الودائع القائمة في "نورذرن روك" خلال الاضطرابات الحالية.
في الوقت نفسه، قال "نورذرن روك" الذي أنقذ يوم الجمعة بواسطة قرض طارئ من بنك إنجلترا، إنه لا يجري محادثات للاستحواذ عليه غير أنه سيدرس خياراته الاستراتيجية. وقال "نورذرن روك" والجهات المنظمة إنه لا يوجد ما يدعو المستثمرين أو العملاء للذعر، وإن البنك لا يزال قادرا على سداد الديون.
وأضاف البنك ومقره نيوكاسل، إنه لم يسحب بعد أيا من أموال الطوارئ التي خصصها له بنك إنجلترا غير أن العملاء واصلوا سحب مدخراتهم. وتصاعدت المخاوف من أن تتفاقم مشكلات البنك الخاصة بالتمويل بسبب سحب الودائع وتؤدي إلى بيعه بسعر زهيد. ونتجت تلك المشكلات عن أزمة الائتمان العالمي، حيث رفعت البنوك سعر الإقراض فيما بينها بسبب مخاطر الرهون العقارية في الولايات المتحدة.
وفي الوقت الذي هددت فيه النتائج بإحداث تأثيرات اقتصادية وسياسية أوسع، قال دارلنج إن السلطات ستبحث كل الخيارات في سعيها لحل أزمة بنك نورذرن روك، وإنه إذا ترك المودعون أموالهم في البنك "فستكون سالمة وآمنة". وأغلقت أسهم "نورذرن روك" منخفضة 35 في المائة عند 282.75 بنس بعد تراجع بنسبة 30 في المائة يوم الجمعة، مما يقلص القيمة السوقية للبنك إلى أقل من 1.3 جنيه استرليني (2.6 مليار دولار). وكانت أسهم البنك قد هوت إلى أدنى مستوياتها في سبع سنوات مسجلة 257.25 بنس، كما خسرت 76 في المائة هذا العام.
وتشير التقديرات إلى أن العملاء سحبوا ما لا يقل عن ملياري جنيه استرليني تمثل نحو 8 في المائة من ودائعه، وسيكون رد فعل أصحاب الحسابات البريدية مهما، حيث يمتلكون 10 في في المائة من بين ودائع الأفراد في البنك البالغة 24 مليون جنيه استرليني.
وحاول آدم أبلجراف الرئيس التنفيذي لـ "نورذرن روك" طمأنة العملاء بأن مدخراتهم آمنة عبر رسالة نشرت على موقع البنك على الإنترنت. وذكرت مصادر أن بنوكا مثل "لويدز تي.إس.بي" تدرس شراء "نورذرن روك" غير أن
أزمة أسواق الائتمان وعدم التيقن بخصوص القيمة الحقيقية تنفر الساعين للشراء. وقال محللون إن من غير المرجح أن يخرج البنك من الأزمة بشكله الحالي.
وتضررت أسهم بنوك أوروبية عقب الأزمة أيضا. وخسرت بنوك كبرى مثل "إتش.بي.أو.إس" و"رويال بنك أوف اسكتلند" ما لا يقل عن 4 في المائة، فيما خسر "إيه آند إل" 31 في المائة، كما فقد "برادفورد آند بينجلي" 15 في المائة، وتراجعت بشدة البنوك الأصغر في إسبانيا.
إلى ذلك, دعا وزير الخزانة الأمريكي هنري بولسون إلى الهدوء في الأسواق العالمية بعد أن اصطف المودعون لسحب ودائعهم من خامس أكبر بنك بريطاني للإقراض العقاري الذي تضرر من جراء أزمة الائتمان العالمية التي بدأت بانهيار قطاع الرهن العقاري عالي المخاطر في الولايات المتحدة. ومازالت مشكلات الائتمان تؤثر على الأسواق في جانبي المحيط الأطلسي، فهبطت أسهم بنك نورذرن روك البريطاني بشدة. وجاء ذلك على الرغم من تطمينات أن أموال المودعين آمنة، بعد أن تدخل بنك إنجلترا المركزي يوم الجمعة لإنقاذ "نورذرن روك" بتسهيل ائتماني طارئ. وقال البنك إنه يدرس "جميع الخيارات الاستراتيجية" إذ سعت بعض البنوك لشرائه. وهون بولسون في حديث مع الصحافيين في لندن من شدة مشكلات الائتمان. وقال "لا نريد رد فعل مبالغا فيه بل نريد توازنا". ولكنه قال "قد يستغرق الأمر بعض الوقت لتهدئة الاضطرابات في أسواق رأس المال".
وقال مجلس الاحتياطي الاتحاد أمس الأول، إنه ضخ 16.8 مليار دولار كأموال طارئة في القطاع المصرفي من خلال اتفاقات إعادة شراء الليلة الماضية. ويعد هذا أكبر تدخل منذ أوائل آب (أغسطس)، عندما تدخلت البنوك المركزية الكبرى في العالم بضخ أموال في القطاع المصرفي للحد من أزمة الائتمان.
وتوقع بولسون، أن تستمر اضطرابات الأسواق لفترة من الوقت لكنه أضاف أن الاضطراب الحالي يحد منه قوة النظام المالي العالمي. وأضاف بولسون أن ممارسات الإقراض هي السبب في الاضطرابات التي شهدتها أسواق المال في الآونة الأخيرة.
وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع وزيرة الاقتصاد الفرنسي كريستين لاجارد إنه يرحب بالخطوات التي اتخذتها فرنسا لتعزيز النمو وإن علاقات البلدين تدخل مرحلة جديدة.
وقال بولسون إنه يثق ببن برنانكي رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) لكنه أضاف أنه لن يعلق على نظم البنوك المركزية في دول أخرى.
وتابع الوزير الأمريكي أن الاقتصاد العالمي استفاد كثيرا من أساليب التمويل المبتكرة التي لجأت إليها الأسواق المالية مثل التوريق والتيسيرات الائتمانية. وقالت الوزيرة الفرنسية إنها تتفق مع بولسون اتفاقا تاما بشأن انخفاض قيمة العملة الصينية اليوان عن القيمة الواقعية.

الأكثر قراءة