الكبسة القاتلة

نشتكي من الأمراض، الخمول، تعب المفاصل، الألم المزمن.. شبابنا وشاباتنا أغلبهم يعاني فقر دم لا تجده في الدول الفقيرة! السمنة تفتك بنا وعندما نقرر عمل رجيم أو حتى نعمله بالفعل لا تنقص أوزاننا بل أحيانا تزيد! لذلك انتشرت تجارة عمليات قص وتدبيس وتكميم المعدة! لأنها بيت الداء فهي تغريك وتتعاون مع دماغك لجرك لهوة إدمان الطعام وتناوله في أي وقت، صوتها يعلو على الصوت الحقيقي لبدنك، وأخيرا كشفت لنا الدراسات العلمية سر ما نعانيه، لقد وُجد أن هناك ارتباطا وثيقا بين صحتنا ووقت تناولنا الطعام، وليس فقط نوع الطعام أو كميته!
لكي تنعم بالصحة عليك أن تتفاهم وتتناغم مع جسدك لتصنعا لحن الحياة.. اضبط مواعيد وجباتك الأساسية والخفيفة مع وقت وكمية إفراز الهرمونات في جسدك، التزامك هذا سيؤثر في الساعة البيولوجية للجسم التي تنظم أنشطة ووظائف جسمك المختلفة: أوقات نومك ويقظتك، رغبتك في تناول الطعام، نشاطك أو إحساسك بالخمول، رغبتك في تناول موالح أو توقك لتناول الحلويات.. وقس على ذلك جميع رغباتك الجسدية!
إفطارك يجب أن يكون في الساعة السابعة صباحا، حيث تكون هرمونات الغدة الكظرية والهرمونات الجنسية في ذروتها وجسدك بكامل طاقته. وكي تحافظ على هذه الطاقة تزود بالطعام، وقبله تناول نصف لتر من الماء لترطيب جسمك وعقلك وإبعاد الأم المفاصل المزمنة عنك.
وما نحن فيه من انتشار لمرض السكري والتعب المستمر، إلا لأننا لا نتناول إفطارنا إلا في منتصف النهار من 9 إلى11 وهو وقت تخلص الجسم من السموم فنشغله بالطعام في وقت يجب الصوم فيه، وخطورة إهمال الإفطار لدى الرجال أكبر منها لدى النساء، حيث ترتفع نسبة إصابتهم بنوبة قلبية إلى 27 في المائة! احرص أن تترك بين الوجبات ست ساعات وبعد السابعة مساء توقف عن الأكل.
ليس هذا فقط فقد تجاهلنا السر الأخطر الذي كشفه الباحثون، وهو خطورة الأطعمة الصحية على صحتنا! لا تستغربوا فهي تشكل خطرا كبيرا على الصحة، وقد تفقد قيمتها الغذائية إذا تناولناها في وقت لا يتلاءم مع مكوناتها، هناك أطعمة يفضل تناولها نهارا وأخرى يفضل تناولها ليلا لأن الطاقة الكامنة فيها تتضاعف عند تناولها في أوقات محددة، فالكبسة التي نعشقها ولا نتناولها إلا ظهرا الذي يعد أسوأ وقت لتناول الأرز، حيث إن تناوله في هذا الوقت يؤدي إلى زيادة مفاجئة في السكر متبوعة بحالة من الركود والخمول، والنعاس ويفضل تناوله مساء وبدلا عنه تناول الموز ظهرا واحذره ليلا!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي