فلتكن مصارحة
دعونا نعترف أن ضمن الاتهامات التي يحشد لها الخصوم الأدلة، بعضها من صنع أناس منا. أضواء الإعلام، التي صارت أكثر سطوعا وجماهيرية في عصر الديجيتال، تلتقط الشاذ والرديء من الأفكار، لتعيد عرضها.
وقد أتقن البعض منا لعبة الفراشات، فأصبح الضوء يغويه، ويدفعه نحو المبالغة والمزايدة، والنتيجة أن الصورة تتشكل من خلال ذلك الشذوذ المدفوع بصلف الغرور واللا مبالاة.
منذ أعوام، والصورة الذهنية المغلوطة عن المملكة وأهلها، يتم حبكها ونسجها بنوع من التربص. بدأ السوء بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) يتزايد، وكانت المعالجة للثغرات مستمرة.
شهد النظام المالي لدينا نقلة أفضت إلى تجفيف تسرب المال إلى شياطين الإرهاب. نظام مالي شهد له الجميع بأنه حقق إنجازا. تواكب ذلك مع نجاحات أمنية مشهودة، قادها على مدى السنوات الماضية الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد وزير الداخلية الذي استطاع أن يكسر موجات إرهاب القاعدة وداعش وسواهم من أوغاد التطرف والتشدد والغلو والجرأة على مقارفة دماء الأبرياء.
نجحنا في تطويق الإرهاب، فانحسر بشكل كبير، عدا بعض الأحداث التي لا يبتعد عن التحريض عليها أصحاب الكلمات الناعمة بيننا. نعم إننا لا نزال نعاني ممن يسهمون في تجميل هذا الإرهاب. أشخاص تصطبغ كلماتهم بالنعومة والليونة وتمتزج بمصطلحات مفخخة وكلمات ذات وجهين.
توغل أولئك، وصفقوا للانتحاريين تارة، وغضوا الطرف عن ضحاياهم من الشهداء، واستغلوا نسيان الناس لما اقترفه أولئك المجرمون، فراح بعضهم يطالب بفك سجنهم، ويسميهم أسرى، وهو بذلك يمرر منهج التكفير والتفجير عبر كلماته الناعمة الملغومة بالخبث والسواد.
هؤلاء، هم الذين تستلهم منهم خطابات الخصوم القوة، ورغم قلة هؤلاء، لكن عملية التضخيم لصورتهم، ووهج الإعلام الاجتماعي الفتان، جعلتهم يهندسون عقول ضحاياه من الشباب ويزينون لهم الانخراط في ما يسمونه جهادا تحت راية داعش والنصرة وسواهم من المختوم على قلوبهم بالصمم والعمى والجهل والاستكبار المفضي للهلاك.
لقد اكتشف العالم حقيقة داعش عليها من الله اللعنات، وبدأت حصونها الهشة في الانهيار. والمطلوب دك حصون المنظرين لهم، الذين كلما انطفأت نارا أوقدوها وأشعلوا جذوتها.
نحن الآن على مفترق طرق مع هؤلاء. ولا خيار سوى الضرب بيد من حديد، دون رحمة ولا مهاودة، فالدفاع عن التدين الحقيقي البريء من الغلو والذود عن الوطن ومستقبل أجياله وسلامته من أوجب الأولويات.
حفظ الله هذا الوطن وقادته وأبنائه من كل سوء.