عاصفة الدبلوماسية والإعلام
لا يخفى على أحد التحديات الداخلية والخارجية التي يواجهها مجتمعنا حاليا. هذه التحديات، تأتي مصحوبة محليا بالتطلعات لإكمال مسيرة التنمية، ومباشرة “برنامج التحول الوطني 2020”، و”رؤية المملكة 2030”. وهذا ما شهدنا إرهاصاته من خلال سلسلة الاتفاقيات المميزة التي تم توقيعها أخيرا.
لقد أدت المواقف التي اتخذتها المملكة، تجاه قضايا المنطقة، إلى حصول استقطاب، جعل إيران ولاعبين آخرين، ينظرون لهذه المواقف المميزة بعداء.
سياق المعارك على الميدان، التي أدت لتحقيق انتصارات مشهودة ضد الخصم الإيراني وأذرعته في اليمن والعراق وسورية وسواها، جعلت الخصومة تأخذ أبعادا تعتمد على اختلاق الأكاذيب والسعي للتأثير في التفهم العالمي للأحداث بسبب التدخلات الإيرانية.
من المهم هنا استحضار أن مؤثرات ومتغيرات أخرى، بدأت تظهر، من خلال تحالفات روسية إيرانية تركية في سورية، وتوجهات أخرى تجعل قراءة الصورة تحتاج إلى استكشاف الجانب الآخر للسياسة التي تتلاقى من خلالها المصالح في سبيل مواجهة الأكراد، الذين يتكئون على حلم إقامة الدولة الكردية وهو أمر تناهضه تركيا وإيران.
ورغم هذا الحلف تبقى الخلافات الأخرى قائمة، إذ رغم وضوح هدف التطبيع لكن إيران التي تتوغل داخل الوطن السوري تدعو جيش تركيا إلى الخروج من سورية. وهذه مفارقة وتناقض تتقن إيران التورط فيه دوما. وإجمالا فإن كل المؤشرات تعزز وجود توجهات تركية جديدة تجاه سورية ومصر وروسيا ... إلخ.
خلاصة القول، إن كل بلد في المنطقة منشغل بترتيب وصياغة مصالحه، وبالتالي فإن من حق المملكة ودول الخليج العربي أن تدافع عن مصالحها، وعن أمنها القومي في اليمن وسواها من بلدان الجوار العربي.
ومن المستغرب، أن يأتي من يوجه اللوم للجانب العربي، لأنه يسعى للدفاع عن مصالحه، بينما يغض الطرف عن المتسبب في فوضى المنطقة. فقد كانت اليمن في إطار المبادرة الخليجية تسير صوب صياغة خياراتها لولا المطامع الحوثية المدعومة من الرئيس المخلوع والتدخلات الإيرانية.
إن شراسة المعركة الدبلوماسية والإعلامية التي تواجهها المملكة تقابلها عدالة القضايا التي تدافع عنها، وقوة الحجة، والحزم الذي يصوغ في النهاية الحقائق.