تلوث وادي «الإديرع» في حائل .. الأمانة : «المياه» تتحمل المسؤولية .. والوزارة: السيول سبب المشكلة

تلوث وادي «الإديرع» في حائل .. الأمانة : «المياه» تتحمل المسؤولية .. والوزارة: السيول سبب المشكلة
يعد وادي "الإديرع" من أكبر أودية حائل. تصوير: نايف السلحوب - "الاقتصادية"

لا تزال معاناة أهالي حائل مستمرة مع تلوث وادي "الإديرع" بمياه الصرف الصحي، التي غطت مساحات كبيرة من الوادي الذي يعد من أكبر أودية المنطقة، حيث يمر بطول 160 كم في مدينة حائل وعدد من قراها.
فلم تشفع المطالبات المتكررة من الأهالي منذ 12 عاما أمام المسؤولين وعبر وسائل التواصل الاجتماعي في حل هذه المعاناة مع المياه الملوثة التي استنقعت في وسط الوادي، وتسببت في انبعاث روائح كريهة أزعجت السكان، فضلا عن انتشار البعوض في الأحياء، بخلاف الانعكاسات البيئية الخطيرة التي قد تسببها هذه المستنقعات، إضافة إلى الأشجار والحشائش والأنقاض التي غطت مساحات كبيرة من الوادي وجعلت منه مرمى للنفايات بعد أن كان متنفسا للأهالي في سنوات مضت.
من جهته، قال لـ"الاقتصادية" سعد الثويني مدير إدارة الإعلام في أمانة حائل، إن الأمانة ليست لها علاقة بتلوث الوادي، حيث إن المياه المتراكمة فيه، ثبت أنها طفح مياه الصرف الصحي وفق نتائج التحاليل بعد أخذ عينات حديثة من المياه الموجودة في وادي "الإديرع".
وأكد أن نتائج التحاليل أشارت إلى عدم صلاحية المياه للشرب والاستهلاك الآدمي نظرا لظهور مؤشرات التلوث "البرازي" في مياه العينات وذلك من الناحية البكتيرية، أما من الناحية الكيميائية فيلاحظ الارتفاع الإجمالي الكلي للأملاح الذائبة المتوافق مع العينة القديمة التي تم أخذها سابقا والتي تم تحليلها من قبل المختبرات المركزية في وزارة المياه والكهرباء.
وبين الثويني أنه ثبت أن هذه المياه مصدرها مياه الصرف الصحي، الأمر الذي يبرئ الأمانة، حيث إن مياه الصرف الصحي من اختصاص ومسؤولية وزارة المياه والبيئة والزراعة، مشيرا إلى أن مسؤولية الوادي بشكل عام مشتركة بين عدة جهات حكومية حسب الاختصاص فإمارة المنطقة ممثلة في لجنة التعديات مسؤوليتها إزالة التعديات في بطون الأودية بينما ووزارة المياه والبيئة والزراعة تتحمل مسؤولية مصادر تلوث الوادي مثل محطات مياه الصرف الصحي ومياه البيارات، وكذلك المبيدات التي تستخدم في أعمال المزارع وأعمال الحرق أثناء فترة الشتاء وإدارة النشاط الزراعي داخل المزارع.
وذكر أن الجهات الأمنية تتحمل مسؤولية مراقبة السيارات التي ترمي المخلفات في بطون الأودية، بينما الدفاع المدني مسؤوليته ردم المستنقعات والحفر والتأكد من عدم وجود موانع تحول دون جريان السيول ودرء المخاطر أثناء السيول.
وأفاد بأن أمانة حائل تتحمل مسؤولية تنظيف الأودية الجافة التي لا تتخللها أي ملوثات أو مياه للصرف الصحي من المخلفات وإزالة الحشائش، إضافة إلى رش المبيدات بشكل مستمر وهي حلول وقتية وتذهب سدى ما لم تتم معالجة الخلل الأساسي وهو اكتمال شبكة الصرف الصحي.
وأشار الثويني إلى أن الأمانة أزالت كميات كبيرة من النباتات والأشجار في مجرى الوادي وتنظيفه حيث تم تنظيف نحو 200 ألف متر مربع كمرحلة أولى، بينما لا يزال العمل جاريا رغم العوائق التي اعترضت مواصلة العمل المتمثلة في توقف المعدات في وسط الوادي في الوحل بسبب مياه الصرف، ما عطل المواصلة في العمل بشكل مستمر اضافة إلى سرعة نبات ونمو الحشائش بسبب استمرار تغذيتها بطفح مياه الصرف. وأكد أنه سبق أن تم بحث موضوع تلوث وادي "الإديرع"، وشخصت الجهات المعنية من الوزارات المشكلة، وأعطت لكل جهة مسؤولياتها في تنظيف الوادي وأوصت بأن تقوم وزارة المياه بمعالجة الصرف الصحي في الوادي وفقا للمحاضر المعدة بهذا الشأن. بدورها، نفت وزارة المياه والبيئة والزراعة وجود أي مياه صرف صحي في وادي "الإديرع" من خلال خطاب رسمي وجهته لأمين حائل "تحتفظ "الاقتصادية" بنسخة منه" أكد فيه المهندس ثنيان النهير مدير عام المياه في حائل أنه لا يوجد في وادي "الإديرع" أي مياه صرف صحي، حيث إن المشكلة عبارة عن مياه سطحية ناتجة من السيول والمياه الأرضية وظهورها بالوادي كونه أسفل نقطة في مدينة حائل والانحدار شديد إليه من الغرب على الشرق. من جانبه، طالب سلطان الشريهي أحد سكان حي المملكة بإيجاد حل لهذه المعاناة التي استمرت أكثر من 12 عاما، مضيفا "معاناتنا تزداد عاما تلو الآخر وننتظر الحل من الجهات المسؤولة، حيث إننا حرمنا من الاستفادة من مزارعنا القديمة المجاورة للوادي بسبب تسرب مياه الصرف الصحي إلى آبار المزارع ما دفعنا إلى إيقاف الزراعة وسقيا النخيل والأشجار المثمرة المتنوعة وعدم الاستفادة منها لأكثر من 12 عاما ماضية. وبين أن ضخ مياه الصرف الصحي عبر مجرى الوادي أصبح يهدد مصادر مياه الشرب ووقوع كارثة بيئية وأمراض، لافتا إلى أن وجود قناة لتصريف مياه المجاري تصب وسط الوادي من الأخطاء الكبرى التي أحدثتها وزارة المياه، حيث أصبحت المناهيل الخرسانية وغرف التفتيش التي تقبع في وسط الوادي عائقا لجريانه. وأشار إلى أن الوادي كان المتنفس الوحيد للأهالي، إذ يستمتعون بالخروج إليه، فضلا عن التمتع برمال الوادي الحمراء "البطحاء"، والاستظلال تحت أشجار الطلح التي تغطي الوادي إلا أن التلوث حرم الأهالي من هذا المتنفس.

الأكثر قراءة