بئز زمزم .. نشأة إعجازية وماء لا ينضب
تمثل بئر زمزم ونشأتها الإعجازية مكانة مميزة وروحانية يستشعرها كل آتٍ إلى الديار المقدسة من المسلمين في مختلف بقاع الأرض، سواء ممن يؤدون مناسك الحج أو العمرة أو الزيارة، والتي تقع داخل فناء المسجد الحرام في مكة المكرمة على نحو 20 متراً إلى الشرق من الكعبة المشرفة، ويصل عمقها إلى نحو 30.5 متراً بقطر داخلي يراوح بين 1.08 و 2.66 متر ، في حين تقع البئر من الناحية الهيدرولوجية في وادي إبراهيم الذي يَمر عبر مدينة مكة المكرمة.
وأثبتت الدراسات – بحسب "واس"، أن بئر زمزم التي تعد أشهر بئر على وجه الأرض لمكانتها الروحية المتميزة وارتباطها بوجدان المسلمين عامة والمؤدين لشعائر الحج والعمرة خاصة، مرت بحفر الجزء الأعلى منها الذي يبلغ عمقه 13.5 متر في الطمي الرمليِ لوادي إبراهيم، إلى جانب الجزء الأسفل أيضاً الذي يبلغ عمقه 17 مترا في صخر القاعدة الأسفل "الديورايت"، وتقع في الوسط صخرة سميكة مجواة شديدة النفاذية طولها نصف متر في حين أن أغلب الأجزاء الطميية من البئر مبنية بالحجارة ما عدا الجزء الأعلى الذي يبلغ عمقه متراً واحداً محاطاً بالأسمنت المسلح ، وبنيت الأجزاء الصخرية المجواة بالحجارة حيث تعد هذه الأجزاء المدخل الرئيسي للماء إلى البئر.
وتمر مراحل تغذية البئر من المياه الجوفية بمراحل، حيث يوجد حالياً في حجرة تحتية محمية بألواح زجاجية تسمح برؤية البئر بوضوح، وتستعمل مضخات كهربائية لسحب الماء من البئر بدلاً من الحبال والأسطل، وتم تزويد خارج منطقة البئر بنافورات لماء زمزم البارد وحاويات توزيع مزودة لأغراض الشرب في مختلف نواحي الحرم المكي الشريف.
ويحرص ملايين الحجاج أثناء أدائهم للنسك على شرب ماء زمزم أثناء رحلتهم الإيمانية وحمل عبوات معهم مختلفة الأحجام عند عودتهم لأوطانهم وتقديمها كهدايا لذويهم والأصدقاء تيمناً بقوله صلى الله عليه وسلم: خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم ، وقوله صلى الله عليه وسلم : "ماء زمزم لما شرب له".
مرت بئر زمزم خلال العصور الماضية بعديد من التطورات، واهتمت قيادة المملكة التي خصها الله عز وجل وشرفها بخدمة الحرمين الشريفين ببئر زمزم ففي عام 1377هـ حين نفذت التوسعة الأولى في المطاف وضع تصميم فريد لبئر زمزم روعي فيه إزالة ما يضيق على الطائفين وذلك بوضع بئر زمزم تحت الأرض وأصبح سقف المبنى مساوياً لأرض المطاف كما جعل للبئر جدارا من الخرسانة مكسوا بالرخام.
من جانبها، تقوم هيئة المساحة الجيولوجية ممثلة في مركز دراسات وأبحاث زمزم بسلسلة من المشاريع الاستقصائية للتعرف على مصادر الماء وتحديدها ومراقبتها وتزويد المعلومات الضرورية لإدارة ماء زمزم والمحافظة على توفيره لمواجهة الطلب المتزايد من قبل السكان والحجاج وتوفير الحلول العلمية الضرورية لمراقبة وإدارة مستودعات المياه الجوفية التي تغذي بئر زمزم وضمان نقاوة الماء وسلامة نظام التزويد.