رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


العرف الجماهيري

العرف تم تحديده ووصفه بأنه ما استقر في النفوس من جهة العقول وتلقته الطباع السليمة بالقبول، أي أنه يمثل رأيا جماعيا بالقبول أو الرفض لسلوك معين أو القبول به وجعله مستساغا ومقبولا من الجميع، ويمكننا تسميته بصوت الجماهير ونبضها وحقيقة موقفها مما يجري ما بين القبول أو الرفض، غير أن الوسط الرياضي يعاني عدم وجود محددات لما هو مقبول وغير مقبول في التعامل؛ فما تراه سيئا ستجد من يبرر التعامل به ويثني على نهجه وفق الحاجة والذكاء في الحصول على ما يريد؛ فلا سياج يقف حفاظا ومنعا من انتهاك الآداب العامة للمنافسة الشريفة، قد يكون المدرج أداة من أجل محاربة مسؤول أو لاعب معين أو حتى تمرير فكرة بأن النادي الفلاني محارب من قبل اللجان أو بأن الآخر يتلقى دعما من اتحاد كرة القدم وهكذا حتى تطور الحديث لعملية البيع والشراء والتلاعب بنتائج المباريات، وتم تحديد قيمة ضربة الجزاء والبطاقة الحمراء وكم القيمة التي يتحصل عليها من يتعاملون بهذه الطريقة، هذا الخدش والجرأة على كيان المنافسة الشريفة مر مرور الكرام، وكأن مبدأ الغاية تبرر الوسيلة بات المسير والمحرك؛ فلم نسمع تقريعا لمن تمادى في الوصف والتفصيل ولم يعلُ صوت النظام للمساءلة والتمحيص في حقيقة ما يذكر، خاصة وهي سمعة المنافسة الرياضية وسلامتها القانونية، فالجماهير لم تعد تشكل رأيا ولا عرفا أدبيا يخشاه الإعلامي أو اللاعب ولا حتى المسؤول؛ فالجميع يتحرك وفق مساحة كبيرة من الحرية؛ فالقيود غير موجودة والنصيحة لا تجدي نفعا في ظل تحقيق مكاسب من دغدغة المشاعر والضرب على وتر مصلحة النادي وتحقيق المكاسب الآنية والإثارة التي تعجب المدرج ويتغنى بها، فالجماهير الواعية تكون لها الكلمة الفصل وتملك حق التعبير عن رأيها في القضايا الرياضية مؤيدة مستحسنة منها وتستهجن القبيح، وخير ما يدل على صوت الجمهور الناقد ما واجهه الرياضيون الروس كرد فعل عدائي من الجمهور في ريو دي جانيرو، في أعقاب ظهور أدلة على تورط الرياضيين الروس في تناول المنشطات برعاية الدولة، وقرار اللجنة الأولمبية الدولية بعدم فرض حظر شامل على مشاركة اللاعبين الروس في الأولمبياد. وبدأت صيحات الاستهجان بمجرد ظهور اللاعبين الروس في استاد ماراكانا خلال حفل الافتتاح، فالجماهير أصبحت هي الخصم والحكم حتى إن تجاوزت اللجنة الدولية وأخفقت في عملها نتيجة الضغوط الكبيرة الممارسة عليها، فمتى نرى صوتا موحدا للرياضيين السعوديين يقول لمن يتجاوز قف وكفى ويصبح مسؤولا أمام الرأي العام كنتيجة طبيعية لما يفعله بدلا من أن يرتمي في أحضان إعلام فريقه وركنه الذي يأوي إليه وقت الملمات؛ فيجد له العذر ويجد له المخرج ويربت على كتفيه من أجل أن تدور عجلة الأخطاء وتستمر كما هي من غير تغيير ومن غير إيجاد الحلول الكفيلة بعدم تكرارها، أدب الاحتجاج وأدب العتب كمدرج تجاه تصرفات اللاعبين وإدارة الأندية عامل مهم لابد من تفعيله وجعله معبرا لتقييم العمل ومن ثم تقويمه بعد ذلك.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي