توقعات باستمرار هبوط أسواق الأسهم الأمريكية بفعل تقرير عدد الوظائف

توقعات باستمرار هبوط أسواق الأسهم الأمريكية بفعل تقرير عدد الوظائف

[email protected]

بدأ تداول الأسبوع الماضي متأخراً يوم الثلاثاء بسبب عطلة عيد العمال، ولكنه عندما بدأ كان قوياً، فارتفع بقوة بشكل غير مُتوقع ثم تراجع بقوة يوم الجمعة مُحققاً خسائر بعد أن كانت السوق قد ربحت كثيراً والسبب هو تقرير عدد الوظائف الجديدة، وذلك بعد أن زاد التفاؤل من قبل بأن البنك المركزي سيقوم بخفض الفائدة. وبين متفائل ومُتشائم فاز المُتشائمون وهبطت السوق حتى خسر مؤشر داو جونز 1.8 في المائة ومؤشرَي ناسداك وS&P 500 خسرا ما نسبته 1.2 و1.4 في المائة. وبشكل عام فإن أجواء التداول كانت هادئة حتى يوم الجمعة.
بداية الصعود كانت يوم الثلاثاء الماضي مع صدور نتيجة مؤشر ISM الذي أظهر أن القطاع الصناعي هو أفضل من المُتوقع حيث وصل المؤشر في تموز (يوليو) إلى 53.8 وهبط أيضاً في آب (أغسطس) فأصبح 52.9، ولكنه أفضل مما توقعه المُحللون الذي توقعوا الأسوأ، ومع أن السوق تراجعت يوم الأربعاء بفعل صدور تقارير بينت وجود ضعف في سوق المساكن حيث انخفضت مبيعات المساكن المُستخدمة بنسبة 12.2 في المائة في تموز (يوليو) ثم أكملت السوق صعودها يوم الخميس بدعم من البيانات الاقتصادية الخاصة برقم البطالة، وتقرير معدل الإنتاجية للربع الثاني وصل إلى 2.6 في المائة حيث كان 1.8 في المائة في الربع الأول، كما صدر أيضاً تقرير مؤشر ISM للخدمات الذي جاء مُستقراً.
أهم التقارير التي صدرت هو تقرير عدد الوظائف الجديدة لشهر آب (أغسطس) حيث سجل انخفاضاً بمقدار أربعة آلاف وظيفة فوصل إلى 110 آلاف وظيفة جديدة وهذا يُعد ضموراً قوياً لم يحدث مثله خلال السنوات الأربع في سوق العمل، وهذا زاد من التكهنات بخفض سعر الفائدة في اجتماع لبنك المركزي المقبل هذا الشهر حيث يفهم من تقرير الوظائف أن الاقتصاد تأثر فعلاً بمُشكلة الرهن العقاري وما حصل في سوق العمل إلا أولى نتائجها أما نسبة البطالة فبقيت عند مستوياتها الحالية وهي 4.6 في المائة.
التقارير الإيجابية التي صدرت من شركتيّ ياهو Yahoo وأبل Apple أسهمت في دعم أداء قطاع شركات التكنولوجيا بينما جاءت نتائج مبيعات شركة مثل Costco في آب (أغسطس) مُخيبة للآمال حيث فهم المُتداولون أن هناك ضغوطاً على إنفاق المُستهلكين بسبب مُشكلة الرهن العقاري.

الأسبوع الحالي

يتوقع المُتداولون والمحللون أن يستمر انخفاض السوق خلال هذا الأسبوع كردّ فعل سلبي واستكمالاً لعمليات البيع التي حدثت عقب صدور تقرير عدد الوظائف الجديدة لشهر، الجمعة الماضي وتتوجه الأنظار مطلع هذا الأسبوع إلى متحدثين عن بنوك مركزية في عدد من الولايات لتستشف السوق وجود نية بخفض الفائدة من عدمه وحتى إن استشف البعض وجود توجه لخفض الفائدة فسيبدأ جدال ثان هو هل سيتم خفضها بربع أو نصف نقطة وهكذا هي حال أسواق الأسهم يُلاحقها الهم والتفكير المُستمرين, ومشاركة محافظ البنك المركزي الأمريكي في مؤتمر في ألمانيا سيكون لها اهتمام كبير وبتصريحاته التي سيُدلي بها.
البيانات الاقتصادية هذا الأسبوع قليلة ويتركز معظمها يوم الجمعة المقبل ومن أهمها تقرير عن مبيعات التجزئة في شهر آب (أغسطس) حيث يُتوقع أن ترتفع 0.4 في المائة بعد ارتفعت 0.3 في المائة في تموز (يوليو) الماضي و سيصدر تقرير عن الإنتاج الصناعي حيث يتوقع ارتفاعه 0.4 في المائة أيضاً ومثله يُتوقع ارتفاع المخزون التجاري في تموز (يوليو) 0.3 في المائة.

التحليل الفني

رغم صعود مؤشر ناسداك بداية الأسبوع الماضي إلا أنني أُعيد التذكير بأن مؤشر ناسداك ما زال يسير بين متوسطيّ الحركة ذواتى خمسين ومائتي يوم أي أن مؤشر ناسداك محصور بين مستوى 2513 و2595 نقطة على التوالي، صحيح أنه صعد بشكل غير متوقع فوق متوسط حركة 50 يوم ولمدة ثلاثة أيام مطلع الأسبوع الماضي لكنه تراجع يوم الجمعة بفعل تقرير عددا لوظائف الجديدة وأغلق عند مستوى 2565.70 نقطة وأقرب مستوى دعم هو متوسط حركة 20 يوماً عند 2545 نقطة، وإذا تمكن متوسط حركة عشرة أيام من تجاوز متوسط حركة 50 يوماً في الأسبوع المقبل فسنشهد موجة صعود لمؤشر ناسداك.
يبدو أن هذا الذي يتجه نحوه المؤشر عند النظر إلى شكل مؤشر الماكد وبالنسبة لوضع مؤشريّ "داو جونز" وS&P 500 فإنه غير مريح مما يُرشح فكرة الهبوط أكثر، على الأجل الطويل لا يزال الوضع الفني لمؤشر ناسداك إيجابياً وسيستمر "ناسداك" في التحرك في هذا النطاق حتى ينعقد اجتماع البنك المركزي في الثامن عشر من الشهر الحالي ويتحدد اتجاه السوق، ومراقبة مؤشر "لبولينجرباند" مهمته حيث بدأ يتجه لمحُاصرة مؤشر ناسداك وسيضيق أكثر باقتراب حديّ العلوي والسفلي أكثر.

الأكثر قراءة