دوران
تكثر الانتقادات لمختلف مرافق الخدمات التي يتعامل معها السائح خصوصا في أوقات الذروة. هذه الانتقادات يجب أن تقرأ كمحفزات للعمل الجاد الذي يصلح الأجهزة ويجعلها أقرب إلى خدمة الناس. أغلب الانتقادات هذه الأيام طالت مرافق السفر والمطارات بالطبع تقع في مقدمة هذه المنشآت التي يعتمد عليها المواطن في سفره وتحظى بثقة عالية لديه.
أزمات مطار الرياض وجدة كانت لها نكهة خاصة دوما بحكم العلاقة الحميمة والعملية بين المواطن والمدينتين، ثم إنهما الأكبر والأكثر حركة والأقرب لمواجهة المشكلات بسرعة فائقة، وهو ما جعلهما الموقعين الأكثر حاجة للقيادات الكفؤة.
هذا الأمر جعل المطارين - كذلك – الأفضل كمواقع يتم فيها التأكد من تمكن العاملين من أداء مهامهم في أوقات الأزمات. يعني هذا أننا بحاجة لإيجاد برامج تدريب على رأس العمل للعاملين في المطارات البعيدة في هذين المرفقين. نحصل بهذه الطريقة على المزيد من الأيدي العاملة، ويحقق التدريب الفعال للموارد البشرية.
يبقى هناك الكثير مما يشاهده المسافر في مطارات أخرى، قد يصل بعض الملاحظات إلى درجة الغرابة والتفرد الذي لا يتوقعه أحد. أعطيكم مثالا على حالة عايشتها وأنا أغادر أبها على واحدة من أكثر من أربع رحلات طيران كان يعلنها في الوقت نفسه.
استغربت في البداية أن الطائرة بقيت فترة طويلة في نهاية المدرج، فالمعتاد أن يبدأ الهبوط والإقلاع من الموقع نفسه كمعطيات يذكر أن لها علاقة بفيزياء الطيران والعوامل الجوية مثل الرياح. انتظرنا فترة لنكتشف أن هناك طائرة هبطت على المدرج، واستمرت في حركتها حتى وصلت إلينا ونحن في الانتظار، ثم ما لبثت أن هبطت طائرة أخرى وسارت على مسار سابقتها.
عندما سمح لقائد طائرتنا بالإقلاع اكتشفت أنه يسير على المدرج نفسه، الذي تهبط وتقلع منه الطائرات للوصول إلى بدايته والانطلاق في الرحلة، أمر مخيف ولكن البرج كان بالتأكيد واثقا من خلو الأجواء وعدم وجود عمليات هبوط يمكن أن تؤثر في وصولنا إلى الطرف الآخر من المدرج، وهي مسافة تتجاوز الكيلومترين.
وصلنا نهاية المدرج واستدرنا في المسار نفسه الذي كنا فيه، وكنت أبحث عن المسار المحاذي للمدرج فوجدته خاليا سوى من علامات تدل على أن هناك أعمال طرق فيه، دعوت لي ولمن سيأتي بعدنا ألا تكون هناك حالة طارئة تسبب حادثا من استخدام المدرج نفسه لأكثر من طائرة أو عملية.