نعمة الأمن والسلم
أدركت دول عربية عدة نعمة الأمن والسلم، بعد أن تذوقت مرارة الخوف والاحتراب المستمر. بعض الدروس يتم استيعابها، بعد سلسلة من التجارب المريرة.
تبقى السعودية وبقية دول الخليج العربية في منأى عن حالة اللا استقرار التي تشهدها دول عدة في المنطقة العربية، وهذا أمر يستوجب الحمد والشكر لله.
والمملكة وشقيقاتها في الخليج العربي، من أبرز أولوياتها أن يعم الاستقرار والسلام في كل المنطقة العربية. ومن هنا يمكن النظر إلى الجهود المبذولة لحل الأزمات من حولنا. لم يعد هناك من ينظر لما شهده العالم العربي في السنوات الماضية باعتباره ربيعا، إذ إن كل هذه الدول لا تزال تعاني جراء التغييرات، ويعيش المواطن في هذه البلدان محاصرا بين شبح الاستقرار المتأرجح والبطالة المتفاقمة والأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المتواصلة. كنت في تونس، وشهدت من قرب حال السياحة المتدهور، وكان الوجوم يسود وجوه الناس في الأسواق التي تعيش على إيقاع حركة السياحة القادمة من أوروبا.
لقد تعرضت سياحة تونس - ومصر أيضا- لضربات متتالية من قبل تيارات التطرف، الأمر الذي جعل أعداد السياح الغربيين تتراجع بشدة. وتواجه لبنان الظروف ذاتها بسبب المتغيرات هناك. ونحن نشهد تعثر إيقاع الاقتصاد والأمن في ليبيا وسورية واليمن ولبنان والعراق.. إلى آخره. إن العالم العربي، يبدو في حال لا تسر المحب. وأصبح من المأمول أن يتم إغلاق كل الملفات المأزومة، وأن تفضي التفاهمات الدائرة حاليا إلى إيجاد مخرج، يؤدي إلى عودة اللاجئين وتكريس الاستقرار والخروج من نفق الخريف الذي آن له أن ينتهي.
إن تعافي العراق واليمن وسورية وسواها يعني تراجع إيران عن تدخلاتها في العالم العربي، ودحر «داعش» و«القاعدة» وبقية جيوب الغلو والتطرف التي تجد مناخا في حالة الفوضى السائدة منعشا لها ومحققا لآمالها.
ولعل الغرب يقتنع بعد أن وصلته شرور «داعش» أن من المهم أن يبذل جهودا جادة من أجل تحقيق السلام والأمن في الدول العربية.
حفظ الله بلادنا من كل شر.