خطيب الحرم المكي: من نعم الله أن جعل للأمة أوقاتا تسمو على أشباهها

خطيب الحرم المكي: من نعم الله أن جعل للأمة أوقاتا تسمو على أشباهها

أكد الشيخ أسامة خياط إمام وخطيب المسجد الحرام، أن من نعم الله السابغة، ومننه المتتابعة، وآلائه الجليلة أن جعل للأمة أوقاتا تسمو على أشباهها، وتمتاز على نظائرها، وخصها بأزمنة هي غرر الزمان، وتيجان الأيام، يضاعف فيها أجر العاملين، ويسمو فيها قدر المجتهدين، الذين يستبقون فيها الخيرات، ويهتبلون فيها الفرص السانحات؛ وتصبو نفوسهم إلى سني المراتب، وتنزع هممهم إلى شريف المطالب، وتحفزهم إلى بعيد المدارك، وحيازة الدرجات الرفيعة، والحظوة بالنعيم المقيم.
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد الحرام أمس، إن من هذه الأزمنة الشريفة هذا الشهر المبارك رمضان، سيد الشهور، الشهر الذي اختص من بين سائر شهور العام بخصائص تبوأ بها مقام الصدارة بينها، وارتقى بها إلى رفعة لا تسامى، وشرف لا يضاهى، وحسبك أنه الشهر الذي أنزل فيه الهدى والنور، والشفاء لما في الصدور، القرآن، حبل الله المتين، والنور المبين، والشفاء النافع، والعصمة لمن تمسك به، والنجاة لمن اتبعه.
وأوضح أن أي شرف يعدل هذا الشرف، وأية فضيلة تعدل هذه الفضيلة؛ لكنه اختص مع ذلك - أيضا - بخصائص، ازداد بها شرفا، وعلا بها قدرا، وتضاعف بها فضلا.
وأفاد بأن لرمضان خصائص، منها أنه شهر تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب النار، وهذا تعبير بين عن سعة رحمته سبحانه، وفيض جوده بالعفو والمغفرة والعتق من النار، ومنها أيضا أن صيامه وقيامه سبب لغفران ما تقدم من ذنوب العبد.
وواصل إمام وخطيب المسجد الحرام يقول: لكنه غفران مخصوص - عند جمهور أهل العلم - بما دون الكبائر؛ إذ لا تكفرها غير التوبة، ورد الحقوق إلى أهلها إن كانت متعلقة بحقوق العباد؛ وهو - بكل حال - فضل عظيم، وخصيصة جليلة لهذا الشهر، يستبين بها رفعة مقامه، وعلو منزلته، وتفرده على غيره بمزيد الإكرام ومنها أن فيه ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر.
وأكد الشيخ أسامة خياط أن هذا باعث قوي للعبد، يحمله على اهتبال هذه الفرصة، واغتنام هذه الفضيلة، بالازدلاف إلى مولاه؛ تضرعا وانكسارا، واطراحا على بابه، والتجاء إلى جنابه؛ أملا في الحظوة عنده، وطمعا في الرفعة لديه هذا؛ وإن فضائل هذا الشهر المبارك لا تكاد تنحصر، وكلها من الأدلة البينة على سعة رحمته سبحانه بعباده، وإرادته بهم اليسر، ووضعه عنهم الإصر.
وفي المدينة المنورة تحدث الشيخ عبدالمحسن القاسم إمام وخطيب المسجد النبوي عن فضل شهر رمضان فهو موسم الخيرات والسباق في القربات وتكثر فيه المنح والهبات ففيه يضاعف الله الأجر ويجزل المواهب ويفتح أبواب الخير.
وقال في خطبة الجمعة أمس في المسجد النبوي، إن الله تعالى خص شهر رمضان بالفضل دون سائر الشهور واختصت الأمة بصيامه دون الأمم.
وأوضح أن شهر رمضان تكفر فيه الذنوب والآثام، وأن المسلمين كثيرا ما ينصرون فيه كيوم الفتح ويوم الفرقان.
وأشار إلى اجتماع أصول من العبادات وكثرة الخير وتجديد الإيمان في رمضان فقد كان من هديه عليه الصلاة والسلام الإكثار من أنواع العبادة ويجتهد في أيامه ولياليه ما لا يجتهد في غيره وعلى هذا سار سلف الأمة وصالحوها.
وبين أن الله تعالى خص الصيام لنفسه دون سائر الأعمال وجعل ثوابه بغير عد ولا حساب قال صلوات الله وسلامه عليه.
وذكر أن فتنة الرجل في الأهل والمال والولد يكفرها الصيام وبه يستر العبد نفسه من الآثام والنار قال صلوات الله وسلامه عليه (الصوم جُنة).

الأكثر قراءة