رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


برنامج رمضان

لعل أهم مزايا شهر رمضان المبارك أنه يأتي في وقت يكون الواحد منا فيه بحاجة إلى التفكير وإصلاح الذات. ينتشر اليوم الاندفاع المستمر نحو مباهج الدنيا، ونبتعد كثيرا عن الروحانية والقدسية التي تدفعنا نحو الشعور بالآخر والاهتمام بالمجتمع والتفاعل مع قضايا المحتاجين ممن يعيشون بيننا أو بعيدا عنا.
يأتي رمضان كل عام وتسبقه الدعوات المباركة للتبرع والعطاء والتشييد والدعوة لدين الله. هذه الدعوات التي تنال حظا مميزا في الشهر الكريم، تستغل الوقت الذي يكون فيه الناس أقرب إلى الشعور بالمحتاجين، ولو أنها مهمة في كل أوقات العام. في هذا الشهر تمر بنا جميعا هذه الدعوات التي نباشر بالإسهام فيها، ونحتاج إلى من يعيننا على اختيار الأنفع والأضمن لخدمة المحتاج منها.
تعمر المساجد بالمصلين وتفرش سفر الإفطار في كل مكان وتنتشر المخيمات في كل أرجاء البلاد، ويبذل الجميع الجهد في بداية الشهر نحو تصفية الذهن والبدن لعمل مختلف وأسلوب حياة جديد. تخبو هذه الجذوة كثيرا مع تقدم الشهر، لكنها تعود لتصحو مع اقتراب نهايته والطمع في الفوز بالحسنات في العشر الأواخر من الشهر.
كل هذا معلوم وبدهي، الغريب أننا لا نحاول أن يكون لدينا تقدم منطقي من البداية للنهاية، فالبرنامج الذي نبدأ به يفترض أن يزداد زخما واهتماما مع تقدم الأيام، وهذا الأمر الذي أقترحه على الجميع، فما نبدأ به يجب أن يكون الأقل ونحاول أن نضيف عليه كل يوم.
إن بدأت بصدقة في مكان واحد، فلم لا تضاعف الصدقة كل يوم؟ إن بدأت بإطعام شخص، فلماذا لا تطعم المزيد في اليوم التالي؟ إن بدأت بقراءة جزء من القرآن فلماذا لا تضيف إليه في اليوم الذي يليه؟ وهكذا في كل مكونات العمل الخيري الذي يتقرب به الواحد منا لربه.
أهم من هذا وذاك، أن نعمل على تصفية أرواحنا، والعفو عن كل من حولنا، والتوجه نحو التقارب والتواد والتراحم مع من يعيشون معنا. نحن اليوم أكثر ما نكون بحاجة إلى العفو والتسامح وعدم التحامل على الآخرين، فهذا شهر الصلة والرحمة وهو شهر فضله الله على سائر شهور العام ليكون عونا لنا على أن نكون في حال أفضل من حالنا في سائر شهور العام.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي