رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


نشر الكراهية

تناقل مرتادو وسائل التواصل الاجتماعي مقطعا يصور رئيس الوزراء البريطاني يمارس رياضة الجري وسط المدينة، يرافقه حارس شخصي واحد. الأهم هو أن رئيس الوزراء انتظر إشارة عبور المشاة قبل أن يعبر الشارع ويكمل مسيرته. مرسل المقطع سعودي لأنه كان يتحدث ويصور المشهد بلهجتنا, فمن الواضح أنه ليست هناك إجراءات احترازية أخرى من قبيل تفريغ الشارع إلا ممن يرغب في وجودهم الأمن.
الشاهد هنا هو أن الكثير ممن ينظرون إلى أمر كهذا يعتبرونه عجيبا غريبا ويبدون إعجابهم بهذا السلوك الذي يبرز بساطة العلاقة بين رئيس الوزراء والناس, بل يؤكد أن ما تتناقله بعض وسائل الإعلام من مخاوف أوروبية على المسؤولين وإمكانات استهدافهم هي من قبيل الروايات التي لا يمكن تأكيدها.
شاهدت في السابق مثل هذه المشاهد للرئيس الأمريكي جورج بوش الابن وهو المهووس بالركض اليومي, لكن المشهد هناك كان في منطقة نائية، وحول الرئيس عدد كبير من الحراس الشخصيين. يصور هذا حال البلدين والتهديدات الموجهة لكل من الرئيسين.
بريطانيا التي أفلت الشمس عن كثير من مستعمراتها, غير مهددة بشكل يجعل رئيس الوزراء يخاف من الظهور العلني, بل إنها تحقق للأقليات سواء الإسلامية أو غيرها حقوقا لا يحصل أغلبهم عليها في دولهم الأصلية، ولهذا نرى مثل هذا المشهد.
بينما تواجه أمريكا كما كبيرا من الكراهية التي نتجت عن تدخلاتها التي لا تنتهي في شؤون الدول الأخرى, ومحاولاتها السيطرة على القرار والإبقاء على قطبيتها الوحيدة في العالم. كثير من الأمريكيين يستغربون الكم الهائل من الكراهية الذي يشاهدونه في وسائل الإعلام العالمية, بعد أن كانت النظرة لأمريكا إيجابية في مراحل سابقة من القرن الماضي.
كما أن الولايات المتحدة- رغم أن سمعتها تعاني السوء في العالم- استمرت في جذب الكراهية والتفنن في الإساءة للدول والشعوب والأديان الأخرى مكملة بذلك مشوارا سلبيا قد يؤدي إلى نهايتها كدولة عظمى. الدول لا تعيش دون العدل الذي جعل كثيرا ممن يبحثون عن الفرص المعيشية من النوابغ يذهبون إلى العالم الجديد.
تظهر اليوم في أمريكا, أصوات قبيحة تنادي بالإساءة للمخالفين في الدين أو المنطقة الجغرافية, أشهر مروجي تلك السلوكيات هو مرشح للرئاسة في أمريكا.. هذا أمر نتحدث عنه غدا بحول الله.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي