المستثمرون يترقبون بقلق افتتاحات الأسواق العالمية غدا

المستثمرون يترقبون بقلق افتتاحات الأسواق العالمية غدا

يترقب المستثمرون حول العالم افتتاحات الأسواق المالية العالمية الكبرى غدا، بعد نهاية أسبوع هادئة أعقبت فترة عصيبة من التعاملات التي تأثرت بسبب أزمة الائتمان العقاري عالي المخاطر في الولايات المتحدة، الأمر الذي ضغط على العديد من الأسواق لتجبر مؤشراتها إلى تراجعات كبيرة لم تشهدها منذ فترة طويلة. ورغم التطمينات العديدة فإن القلق ما زال يسود تلك الأسواق وبخاصة في آسيا.
وسجلت وول ستريت والبورصات الأوروبية ارتفاعا أمس الأول بعد أرقام طمأنت المستثمرين لجهة تأثير أزمة القروض العقارية في الولايات المتحدة، لكن الأسواق المالية الآسيوية لم تلحق بركابها.
وقد اقفلت بورصة نيويورك على ارتفاع ملحوظ الجمعة بعد افتتاح الجلسة بانخفاض طفيف. وتقدم مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 1.08 في المائة ليصل إلى 13378.87 نقطة ومؤشر ناسداك بنسبة 1.38 في المائة ليصل إلى 2576.69 نقطة.
وباستثناء فرانكفورت سجلت البورصات الأوروبية الرئيسية بدورها ارتفاعا عند الإقفال على أثر التحسن الذي سجلته وول ستريت. ففي باريس أقفل مؤشر كاك 40 على ارتفاع بنسبة 0.83 في المائة ومحا الخسائر المسجلة منذ بداية العام فيما كسبت بورصة لندن 0.37 في المائة في ختام جلسة متذبذبة.
وفي بروكسل أقفل مؤشر بيل-20 على ارتفاع بنسبة 0.98 في المائة فيما تقدم مؤشر أيه أي إكس في أمستردام بنسبة 0.65 في المائة وبورصة سويسرا 0.43 في المائة وميلانو إس بي/ ميب 0.62 في المائة ومدريد أيبيكس 35 بنسبة 0.29 في المائة ولشبونة بي إس أي 0،26 في المائة.
في المقابل سجل مؤشر داكس في فرنكفورت تراجعا طفيفا بنسبة 0.06 في المائة فيما يتنامى القلق بشأن تأثير الأزمة العقارية الأمريكية على المصارف الألمانية.
وبحسب الصحافة فإن البنك العام ساشن ال بي الذي أنقذ في اللحظة الأخيرة من قبل المساهمين فيه، سيتعين عليه إيجاد شار تحت طائلة الانهيار. وهي معلومة تلقي بظلالها على أسهم المؤسسات المالية الكبرى المسعرة في فرانكفورت مثل اليانتس أو كومرستسبنك.
ومما ساعد البورصات الأميركية والأوروبية الإعلان عن ارتفاع مبيعات المساكن الجديدة في الولايات المتحدة بنسبة 2،8 في المائة لتبلغ 870 ألف وحدة سكنية بدلا من 825 ألف وحدة متوقعة من قبل المحللين.
وتخشى الأسواق أرقاما أقل من التوقعات التي دعمت فكرة حصول تدهور سريع لسوق العقارات الأمريكية مع خطر انتقال العدوى إلى الاقتصاد الأمريكية برمته وحتى العالمي.
ووقع الأزمة المالية الأخيرة على "الاقتصاد الحقيقي" أصبح من المواضيع الرئيسية المثيرة للتساؤل لدى المستثمرين.
ورأى رينيه ديفوسيه المكلف الشؤون الاستراتيجية لدى مؤسسة إيكسيس سيه أي بيه في باريس "إن الاقتصاد الأمريكي لم يمت. وذلك يذهب في اتجاه أن الأزمة مالية لكنها ليست عامة". لكن الحذر يبقى سيد الموقف خصوصا أن مدى تأثر المؤسسات المالية بالقروض الأمريكية التي تنطوي على مجازفة ما زال مجهولا.
وكانت البورصات الآسيوية أقفلت من جهتها على تراجع معتدل باستثناء شنغهاي. ففي طوكيو التي تعد السوق المالية الثانية في العالم خسر مؤشر نيكاي 0.41 في المائة. وفي هونج كونج تراجع مؤشر هانج سنج بنسبة 0.19 في المائة بعد أسبوع جيد سجل خلاله ارتفاعا بمعدل زاد على 12 في المائة بفضل سلسلة من النتائج الجيدة للشركات.
وفي شنغهاي قفز المؤشر المركب بنسبة 1.49 مسجلا رقما قياسيا جديدا بفضل تفاؤل المستثمرين فيما يتعلق بالشركات الصينية. وهذا دليل جديد على أن السوق المالية الصينية لا تتأثر كثيرا باضطرابات الأسواق العالمية.
وعلق بول شولت المسؤول عن الشؤون الاستراتيجية لدى مؤسسة ليمان برازرس "إن وضع الصين جيد للغاية لدرجة تسعى معها إلى إرساء سقف لأسعار الأصول. خلافا للولايات المتحدة التي تحاول إيجاد السعر الأدنى".
وأخيرا سجلت البورصات في أمريكا اللاتينية هي أيضا ارتفاعا. وكسبت بورصة بوينس ايريس 2.11 في المائة (مقابل 7.90 في المائة على مدى أسبوع) وبورصة مكسيكو 1.97 في المائة فيما تقدمت بورصة ساو باولو بمعدل 2.22 في المائة.

الأكثر قراءة