المصرفية الإسلامية في ماليزيا

المصرفية الإسلامية في ماليزيا

www.bltagi.com

تشكل الصناعة المصرفية الإسلامية في السوق المصرفية الماليزية ما نسبته 30 في المائة من حجم السوق المصرفي بقيمة قدرها 38 مليار دولار ويحظى القطاع المصرفي الإسلامي بدعم كبير من قبل بنك نيجارا (البنك المركزي الماليزي) برئاسة الدكتور زيتي عزيز.
وتشهد الساحة المصرفية في ماليزيا نشاطا ملحوظا في محاولة جعل كوالالمبور عاصمة للصناعة المصرفية الإسلامية ليس فقط في منطقة شرق آسيا بل على مستوى العالم، تتنافس في تحقيق ذلك مع كل من لندن، سنغافورة، الرياض، دبي، والبحرين. وفي سبيل ذلك تبذل السلطات المصرفية الماليزية العديد من الجهود من أجل تحقيق هذا الهدف، وذلك من خلال إصدار العديد من القوانين الخاصة بالعمل المصرفي الإسلامي، ومنها ما صدر أخيرا من قوانين لتسهيل إصدار الصكوك الإسلامية في ماليزيا، حيث يوجد في ماليزيا أكبر سوق للصكوك الإسلامية في العالم يبلغ حجمها 47 مليار دولار. وجاء إصدار تلك القوانين متزامنة مع عقد مؤتمر "الصكوك الإسلامية" الذي عقد الشهر الماضي.
وقد بدأ اهتمام أصحاب القرار الاقتصادي في ماليزيا في جعل ماليزيا عاصمة للصناعة المصرفية الإسلامية منذ فترة طويلة وكان من بوادر ذلك استضافتها مقر مجلس الخدمات المالية الإسلامية حيث كانت أحد المؤسسين للمجلس والذي يعد بمثابة الجهة الرقابية الدولية على الصناعة المصرفية الإسلامية على مستوي العالم حيث يقوم بإصدار المعايير الرقابية على المصارف الإسلامية. ويضم المجلس في عضويته صندوق النقد الدولي والعديد من البنوك المركزية ومنها مؤسسة النقد العربي السعودي وبنك البحرين المركزي إضافة للبنك الإسلامي للتنمية، وقد أصدر المجلس العديد من المعايير الرقابية ومنها معيار كفاية رأس المال ومعيار الحوكمة.
وقد قامت العديد من المصارف الإسلامية بافتتاح فروع لها في ماليزيا ومن تلك المصارف مصرف الراجحي والذي قام بافتتاح ستة فروع وينوي التوسع في ذلك، كما قام بيت التمويل الكويت بدخول السوق المصرفي الماليزي.
وخلال مشاركتي الشهر الماضي في المؤتمر الثاني للاقتصاد الإسلامي والذي نظمته جامعة العلوم الإسلامية الماليزية تبين مدى الاهتمام الذي تولية الدولة لتطوير مفاهيم الاقتصاد الإسلامي والصناعة المصرفية الإسلامية والسعي إلى جعل ماليزيا مركزا دوليا لتلك الصناعة.
ومن خلال الزيارة الميدانية التي قمت بها إلى جامعة العلوم الإسلامية الماليزية وكلية الاقتصاد والمعاملات وجدت نظاما وهو أن الطالب في الكلية وفي السنة النهائية قبل التخرج يقوم بالالتحاق بأحد البنوك الإسلامية العاملة في ماليزيا وبتكليف من الكلية لمدة أربعة أشهر (سوف تزاد العام المقبل إلى ستة أشهر) للتدريب على الأعمال المصرفية الإسلامية وذلك تحت إشراف أحد الأستاذة في الكلية. وحتى يجتاز الطالب هذه المرحلة يجب أن يحصل على شهادة من المصرف أنه تدرب على الأعمال المصرفية كافة، وأصبح الطالب قبل التخرج ملما بصفة عملية بالبيئة المصرفية وبنوعية الخدمات والمنتجات المصرفية الموجودة في السوق المصرفية، ثم يعود الطالب لاستكمال دراسته قبل أن يتخرج.
هذه التجربة أعتقد أنها تساعد على إعداد شريحة من الكوادر البشرية تلم بشكل مبدئي بالجوانب المصرفية، حيث توفر الكثير من المعلومات للطالب عن بيئة العمل المصرفي وتربط بين الجوانب العلمية النظرية المقدمة له في الكلية وبين الجوانب العملية التطبيقية في القطاع المصرفي، كما توفر الكثير من الوقت والجهد على المصارف حيث توفر شريحة من الكوادر البشرية الملمة إلى حد ما بالعمل المصرفي الإسلامي من الجانبين العلمي والعملي.

الأكثر قراءة