رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


نصف التدفئة الأوروبية قابل للتجديد

الطاقة المتجددة يمكن أن توفر ما يقرب من نصف الطاقة المستخدمة في تدفئة المنازل في أوروبا بحلول عام 2040، وفقا لدراسة جديدة قامت بها “خدمات التعامل مع المعلومات” IHS للطاقة.
تشديد اللوائح الحالية يمكن أن يخفض الطلب على الغاز الطبيعي بمقدار النصف في غضون الـ 20 إلى الـ 25 عاما المقبلة، والحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون السكنية بأكثر من 75 في المائة بحلول عام 2050. وهذا بدوره سوف يساعد أوروبا على تحقيق أهداف الاتحاد الأوروبي 2030 و2050 بخصوص المناخ.
حاليا، قطاع التدفئة هو محور اهتمام متزايد من صانعي السياسات عقب صدور أول استراتيجية في التدفئة والتبريد الأوروبية في فبراير الماضي. والدراسة عن التحول من الحرارة في أوروبا تقول إن حصة من الحرارة المتجددة المستخدمة في القطاع السكني قد تصل إلى 49 في المائة بحلول عام 2040. وهذا أمر مهم لأن حسابات التدفئة والتبريد مسؤولة عما يقرب من نصف استهلاك الطاقة في أوروبا، ويقدم فرصة كبيرة لخفض غازات الاحتباس الحراري.
وقيمت الدراسة مجموعة من الخيارات التكنولوجية فضلا عن اتخاذ تدابير تجديد بناء على أساس التكاليف وسهولة التركيب في المباني القائمة لتحديد أكثر الحلول عملية وبأسعار معقولة للحد من استهلاك الطاقة، وتحسين كفاءة استخدام الطاقة، وزيادة حصة الطاقة الحرارية المتجددة.
وقالت كاثرين روبنسون، مديرة كبيرة في شركة IHS للطاقة، وأحد معدي الدراسة “إن وتيرة التغيير الحالية في قطاع الحرارة، قد لا تساعد أوروبا على تحقيق أهداف 2030 و2050 بخصوص المناخ، ولكن من الممكن تسريع التغيير”. وتشير التحليلات إلى أن التكنولوجيا الحالية يمكن أن تحول قطاع الحرارة في أوروبا، في حال زيادة حصة الحرارة القابلة للتجديد المنخفضة الأسعار، في السنوات الـ 15 المقبلة باستخدام التشريعات القائمة لإدخال أنظمة التدفئة الهجينة، التي تجمع بين مراجل تكثيف الغاز ذات الكفاءة العالية مع مضخات الحرارة.
ووجدت الدراسة أن تطوير هذه النظم الهجينة المتكاملة قد يحول توفير الحرارة في مناطق أوروبا، حيث الغاز في الوقت الراهن وقود التدفئة المهيمن. يتم توفير ما يقرب من 60 في المائة من الحرارة التي يقدمها نظام التدفئة بواسطة مضخة الحرارة، بينما يتم توفير الـ 40 في المائة المتبقية من مراجل تكثيف الغاز ذات الكفاءة العالية. وفي الوقت الحاضر، تهيمن الهيدروكربونات على توفير الحرارة في أوروبا، ويوفر الغاز الطبيعي نحو 50 في المائة من الحرارة في أوروبا. وتهيمن على التدفئة في أوروبا أنظمة التدفئة اللامركزية في منزل العائلة الواحدة، التي تشكل 64 في المائة من المساكن الأوروبية. وقالت IHS هذه المنازل تستهلك 65 في المائة من الطلب السكني وتسخين المياه.
وأضافت ديبورا مان، مديرة في شركة IHS للطاقة “إن التحول إلى الحرارة المتجددة من شأنه أن يحدث فرقا كبيرا في الدول التي لديها كثير من التسخين بالغاز، مثل المملكة المتحدة، ألمانيا، هولندا، فرنسا أو إيطاليا”. النتيجة الرئيسية لتحليل IHS هي أن أنظمة التدفئة الهجينة يمكن أن تحل مباشرة محل معظم غاز المراجل القائمة دون الحاجة إلى تجديد كبير للمباني، على عكس مضخات الحرارة المستقلة. ومن وجهة النظر البيئية، يمكن لهذه الأنظمة الهجينة توفير تخفيضات فعالة من حيث التكلفة في انبعاثات غازات الدفيئة.
ووفقا لدراسة IHS، يوجد حاليا 93 مليون مرجل بالغاز المثبتة في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي. إضافة إلى ذلك، وجد التقرير أن التكلفة الإضافية للمستخدم صغيرة مقارنة بالبدائل. وكمثال على ذلك، لأسرة كبيرة في المملكة المتحدة، فإن الاستثمار الأولي تقريبا 3000 يورو أكثر من مراجل التكثيف التقليدية، ولكن نظرا لأن فواتير الوقود أقل، فإن التكلفة الإضافية للمستهلك على مدى عمر المرجل أقل من 70 يورو سنويا.
ومن المزايا الرئيسية لهذا التحول المعتمد على التكنولوجيا من قطاع الحرارة هو أنه لا يستلزم تشريعا أوروبيا جديدا لأن التوجيهات الموجودة تفي بالغرض بالفعل وضمن الإطار. وتعتقد IHS أن التوجيه Ecodesign هو جزء مهم من التشريعات التمكينية لتحقيق هذه المكاسب. ففي القطاع السكني، تقدر IHS أن هذا الإجراء من شأنه أن يقلل من انبعاثات الكربون في الاتحاد الأوروبي بنسبة 50 مليون طن متري سنويا ويقلل من استهلاك الغاز بنسبة 25 مليار متر مكعب عند تنفيذها بالكامل.
ويمكن للشركات المزودة بالكهرباء والماء دعم المستهلكين عن طريق تركيب أنظمة التدفئة الجديدة، خاصة النظم الهجينة، التي يمكن أن تكون طريقا لتحقيق أهداف المناخ في المستقبل. وإذا اقترن هذا الأمر مع عقد إدارة الطاقة، فإنه يمكن أن يكون مصدرا جديدا قيما ومستداما للدخل. مثل هذا البديل لنماذج المبيعات، على أساس الحجم، هو النقطة الحاسمة لأنها تمثل نهجا لإزالة الكربون الذي يجعل المصالح التجارية والسياسات تعمل معا.
في حين لا تزال هناك حالة من عدم اليقين بشأن الشكل المستقبلي لقطاع الحرارة الأوروبي، فمن الواضح أن وتيرة التغيير في القطاع سوف تتسارع في المستقبل وسوف تصبح متشابكة بشكل متزايد مع قطاع الطاقة، من وجهة نظر سياسية وتشغيلية. ومع ذلك، ونظرا للطبيعة المحلية لتوفير الحرارة في جميع أنحاء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والوطنية وحتى المحلية، فإن السياسة ستكون المحرك الرئيسي للتغيير.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي