رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


لا يستغفلنك «الشنب»

لا شك أن مشاهدة امرأة تتسول في الشارع تحت أشعة الشمس الحارقة تدفع ــ أي إنسان ــ يملك الحد الأدنى من "رقة القلب" إلى مساعدتها وتقديم يد العون لها، ولكن المصيبة عندما تكتشف أن خلف هذا الرداء النسائي مجرد "شنب" وليس امرأة ــ كما تتوهم.
نعم "شنب".. فيا ــ عزيزي وعزيزتي ــ من أصحاب القلوب الرحيمة والرقيقة، ليس كل ما تشاهدونه من عبايات سوداء في الشوارع والميادين وعند الإشارات خلفها نساء، بل إن بعضهم "أشناب" يستغفلونكم ويمتصون جيوبكم، وهو أمر كشفت عنه السلطات الأمنية أخيرا.
أبواب الخير كثيرة، ومن أراد التصدق بماله عليه التحري والتقصي والتأكد من أن من يمنحه ماله في حاجة، والفقراء والمساكين لا شك كثر، ويمكن أن تجدهم بين أقاربك أو بين جيرانك، وهم أولى بالمعروف والصدقة وزكاة المال، بينما في الشارع ثمة "استغلال" و"استغفال"، ربما تكون أنت وأنا ضحية له.
الأمر لا يتوقف على الاستغفال والاستغلال، فربما هذا "الشنب" المتلبس برداء النساء عضو في تنظيم إرهابي، أو عميل لدولة أجنبية لا تريد الخير لبلدك وتضمر الشر له، وربما يكون هذا المال المدفوع عند الإشارات أو في الميادين ما هو إلا تمويل لعمل إرهابي. ومن هنا تسهم في قتل أبناء جلدتك بمالك وأنت في غفلة من نفسك.
نحن على أبواب رمضان، وهو شهر الخير والرحمة، وهو أكثر الشهور عطاء وأيضا أكثرها تسولا، ويجب أن نتوخى الحذر ونحن نطرق أبواب الخير وتقديم الصدقات، وألا نقدم مالنا وطعامنا إلا لمن يستحق وألا تجرنا المظاهر الكاذبة إلى تقديمها لمن يستغلنا ويستغفلنا، وربما يحاربنا أيضا بها.
هناك جمعيات خيرية تهتم بالفقراء والمساكين وتتحقق من احتياجاتهم قبل تقديم يد العون لهم، وهناك جمعيات الأيتام في كل مناطق المملكة وجمعيات تحفيظ القرآن، وهي جمعيات معترف بها وتخضع لرقابة الدولة، فلِمَ لا نبادر إلى تقديم يد العون لها لتتمكن من تحقيق أهدافها والمساهمة في تطوير برامجها، فكفالة يتيم أو حافظ لكتاب الله من أجمل وأعلى مراتب الخير.
أيضا "مكافحة التسول" التي نسمع بها ولا نراها، يجب أن تسهم في الحد من ظاهرة التسول، وتنفذ جولات على مدار الساعة في كل مدينة وفي كل قرية، فمن يرى كثرة "المتسولين" في شوارع جميع مدن المملكة يتولد لديه يقين أن أعضاء "مكافحة التسول" يغطون في سبات عميق، وربما "ميتون سريريا".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي