من حقك وحق والدك طلب المهر المناسب دون أن تكون هناك مبالغة في ذلك
أنا فتاة في الواحدة والثلاثين من عمري، متعلمة ومثقفة ومن أسرة طيبة، سبق أن تقدم لي الكثيرون ولكن لم يوفق الله، وكان السبب في معظم الأحوال أن جيراننا, وهم على خلاف معنا بسبب قضية تنظر الآن، لا يذكروننا بخير كلما تقدم لي أحد الخطاب، وحتى جيراننا الآخرون مؤذون، ولا يحبوننا على الرغم من عدم وجود أي خلاف بيننا، فنحن في حالنا وليس لنا اختلاط بأحد، ومع ذلك يحدث منهم عدم ذكرنا بخير لمن يسأل عنا، ولذلك فقد انتقلنا من منزلنا الذي نعيش فيه إلى مسكن آخر تجنبا لهم، وكان ذلك منذ خمس سنوات وفعلا تقدم لي آخرون ولكن لم يحدث نصيب لأسباب أخرى، المشكلة أنه سكنت أخيرا في العمارة نفسها أسرة سيئة السمعة، وأصبحت عمارتنا هذه معروفة في المنطقة بسبب هذا الأمر، وتقدم لي أخيرا شاب طيب ولكنه لم يزرنا بعد ولم يسأل عنا لأنه يعمل في الخارج وسيصل قريبا وليس له سابق معرفة بي، ورشحني له أحد الأشخاص وهو أيضا ليس على صلة وثيقة بي، وأخشى إن سأل عنا أن يسمع أن هذه العمارة مشبوهة؛ لأنه للأسف الناس في مجتمعنا لا يتحرون الصدق وسهل عليهم اتهام الأعراض, ونحن في جميع الأحوال سننتقل من هذا المسكن بعد ستة أشهر لانقضاء مدة العقد، ولكن ماذا أفعل الآن؟ هل أقول له ذلك مسبقا حتى لو سمع ما يزعجه يكون قد سمع مني أولا؟ أم أترك الأمر فقط وليكن ما يكون؟ وهل إذا صارحته بما ذكرت سيصدقني أم يظن أنني فقط أبرر له ما سيسمعه من الناس؟ لاحظ أنه لا يوجد من يدعمني فحتى الوسيط في الموضوع ليس وثيق الصلة بي وعلاقتي به سطحية ولا يعرفني جيدا ليقف بجانبي ويساندني.
إنني حائرة في أمري وأشعر بالظلم حيث إنني تحت رحمة ألسنة الناس التي لا ترحم مع أنني لم أفعل في حياتي ما يشين.أرجو الرد سريعا وأعتذر للإطالة وجزاكم الله خيرا.
أختي الكريمة: ندعو الله تعالى أن يوفقك إلى الخير والصلاح، وتأكدي أن التوفيق بيد الله وليس من عند الناس، وأقول لك إن الثقة بالنفس والتوكل على الله من أهم عوامل بناء شخصية الإنسان، وطالما أنك واثقة بنفسك وبأنك على استقامة على شرع الله فلا يهمك كلام الآخرين.. لأن كلام الناس ليس هو الذي يمنع الرزق الذي يقدره الله سبحانه وتعالى، والإنسان الجاد لا يسمح للحاسدين بتغيير قناعته، بل يتأكد ويتحقق، وعليك بالتوكل على الله والدعاء (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب) فتوكلي على الله وتوجهي له بإخلاص وصدق بأن يوفقك ويقدر لك كل خير، واحرصي على إقامة علاقة جيدة مع الزميلات الفاضلات ليعطين للآخرين سمعة طيبة عنك ولا يضرك ما يقوله الآخرون، وما ينشرون من دعايات مغرضة لأن هناك عددا من أفراد المجتمع قد يتحدثون، ولكن يبقى الحق والصدق هو الأساس، وعلى كل حال عليك الرجوع إلى الله والصدق معه ونسيان الماضي وما يقوله الشرع هو الأمر الذي ينبغي أن تسلكيه ولن يضرك ما يقوله الناس، ولكن عليك أن تتفاءلي وتتوجهي إلى الله وتنسي الماضي بكل ما فيه من مشكلات وصعوبات، واحرصي على نصح الجيران السيئين لعل الله أن يهديهم ويصلح حالهم وتزول السمعة السيئة التي ربما يتحدث عنها الناس، علماً أنها لن تضركم ما دامت سمعتكم جيدة, وفقكم الله وسدد خطاكم.
لقد تم عقد قراني الأسبوع الماضي على شاب محترم متدين يخاف الله وملتزم بتعاليم الدين، لكن ما حدث هو أن أبي لم يعجبه المهر الذي أعطاني إياه الذي يساوي 3500 درهم مغربي, ما جعلني حزينة ومتضايقة لكون أبي رفض الأمر، فأطلب منكم أن تساعدوني على أن أقنع نفسي ثم أبي على أن المهر ليس بالضرورة أن يكون عالياً, وجزاكم الله عني كل خير.
أختي الكريمة: نرجو الله لك التوفيق والسداد، وبالنسبة إلى المشكلة فإننا نرى أنه من حقك وحق والدك طلب مهر المثل ولكن بعض الآباء يقع منه المغالاة وهذا مخالف لسنة النبي, صلى الله عليه وسلم، حيث قال في الحديث الشريف: "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" وهذا الحديث يدل على أنّ المغالاة في المهر ليست الأهم في الحياة الزوجية، بل الأخلاق والدين هما الركيزتان الأساسيتان، وهذا الشاب الذي تقدم لخطبتك إذا كان إنسانا طيب الخلق ومتدينا يخاف الله، فهو لا يظلمك، وطالما أنتما متفقان على الزواج وراضيان بهذا المهر، فينبغي على والدك القبول به ومساعدتكما على تحقيق ذلك، ونوصي بالآتي:
1 ـ أن تعلمي أن كل شيء سيكون بإرادة الله تعالى, فالزواج قسمة ونصيب ورزق يأتي في الوقت الذي يريده الله.
2ـ عليك أن تذكريه بحديث رسول الله, صلى الله عليه وسلم: "أقلهن مؤنة أكثرهن بركة" وأن يوازن بين سعادة ابنته مع رجل كفء وبين اكتمال المادة.
3 ـ أن تعرفي من هو الشخص المحبب إلى والدك ليكون له دور في إقناعه ويؤثر فيه لقبول هذا المهر.
4 ـ عليك بالدعاء وصلاة الاستخارة واطلبي فيها من الله التوفيق والعون، وأن يقدر لك ما فيه خير، إنه أكرم مسؤول وفقك الله إلى ما هو خير في دنياك وعاقبة أمرك.
منذ تزوجت، بدأت المشكلات من اللحظة التي دخلت فيها بيت زوجي، لا يمر يوم إلا ومشكلة من نوع مختلف، والمشكلات تكبر وتكبر ولا أحد يستطيع أن يضع لها حدا، لا أهلي ولا أهله، وعندما أكون في حالة مزرية من العصبية يبدأ بالضحك، لم أعد أحتمله، ولا أستطيع ترك الأولاد معه لأني لا أطمئن عليهم معه، ولا أستطيع أن آخذهم للعيش عند أهلي، فإخواني كل واحد منهم مشغول بزوجته وأولاده، ووضعي المالي لا يساعدني على العيش وحدي مع أولادي مع أنني موظفة، ولا توجد بيننا حياة كالأزواج، هل سأكمل حياتي هكذا أم ماذا، لم يعد لحياتي معنى مع هذا الرجل، ويشعرني أني لست من مسؤولياته، فبدأت أخيرا بالانزواء والابتعاد عن الناس، لا أريد أن أكلم أو أرى أحدا، وكلما جلست في مجلس أصاب بالكآبة، حتى أولادي بدأت تتسلل لنفسياتهم الشعور بالإحباط وعدم الرضا لأنه لا يلبي لهم أياً من مطالبهم. فهو بخيل وإنسان دون طموح، كثير المشكلات والشكوى، ومن النوع الذي يفضح أسرار بيته ولا يهتم. أرجوكم هل يوجد عند أحدكم أي حل؟
السائلة الكريمة: بالنسبة إلى علاقتك بزوجك فتحتاج إلى إعادة ترتيب وتفاهم حول حاجاته، فأنت عليك واجب القيام بحاجاته النفسية والعضوية مثل التقدير والاحترام وحسن الاستقبال وترتيب البيت والمظهر وحسن التحدث معه، كما أن لك حقوقا وهي الاحترام والتقدير وإظهار الاهتمام بك وتلبية احتياجاتك والتنسيق بينكما في تربية الأبناء ووضع ميزانية يلتزم بها الأب للإنفاق عليهم والاهتمام بهم.
وفي حال عدم قدرته على التفاهم وتغيير أسلوبه فهذا يعني أنه غير متزن نفسياً وعاطفياً ويحتاج إلى مراجعة إخصائي نفسي لكي يقوم وضعه بحيث يستطيع أن يعرف الحقوق والواجبات ويرتب حياته بشكل سليم، وعليك بالصبر والاحتساب والدعاء لك ولزوجك بالتوفيق والسداد، ولا أرى أن تتركي بيتك وأولادك, وفقكم الله وسدد خطاكم.
أنا متزوجة منذ ما يزيد على السنة، لدي طفل، وزوجي شاب خلوق وطيب وذو دين، هذا ما بدا لي ولأهلي بعد سؤال طويل عنه، لكن رأيت منه شيئا آخر منذ بداية الارتباط فهو كثير الإهانات لي دائما! يبدي ندمه على الارتباط بي ويصارحني بعدم قناعته بي ويخبرني عن عزمه الجاد على الزواج، مع العلم أني ذات جمال لا بأس به وربة منزل، وعندما أتصارح معه بهدوء يعترف بأنه لم يحقق متعته الجنسية كما كان يتوقع، وقد أوافقه في هذا لأني أتألم كثيرا عند المعاشرة.. ولا أعلم ما السبب وكأنه لأول مرة! أهله أناس ذوو خلق عال قلّ ما يوجد مثله في أهل الزوج، وعندما أقول له: لماذا أنت لست كأهلك في طيب كلامهم وحسن معاملتهم؟! يقول: أنا كذلك، لكن تكدير صفوي بهذا الزواج الفاشل غيرني كثيرا!! فلا أملك جوابا! لا أعلم كيف أغيره؟ لا أعلم أهو يحبني كما يردد أحيانا بأنه لا يستطيع الاستغناء عني وأنه لن يفرق بيننا إلا الموت ولو تزوج عشرة - كذا يقول؟! لا أعلم كيف التعامل مع هذا الزوج المزاجي الصعب الطباع؟ وقد أسمع منه كلاما يهد الجبال وأصبر رغم حساسيتي وأكتم.. أرشدوني.. كيف التعامل مع مثله؟
السائلة الكريمة: إنَّ ما تعانينه هو عدم تكيف مع ذلك الرجل، أو بمعنى أدق: عدم حصول المودة والرحمة، وذلك لأسباب، أهمها:
1 ـ إنك عاطفية وتريدين أسلوباً مثالياً في التعامل معك، وتنزعجين من التعامل الجاد أو القاسي، ما يعكِّر عليك حياتك.
2ـ قد يكون تعامل زوجك نتيجة فهم خاطئ لأسلوب القوامة وفرض الاحترام، ولذا فإنَّ احترام رأيه وتقبله وإظهار الإعجاب به؛ يجعله يحترمك ويقدرك ويغيِّر أسلوبه معك.
3 ـ إنَّ ما ذكرتِه عنك وزوجك في عدم تكيفكما وحصول المودة والرحمة، رغم أنَّ كل منكما على خلق ودين، هو بسبب عدم حصول المتعة الجنسية، وذلك السبب الرئيس في عدم حصول الانسجام والتقدير بينكما، ولكي تحل المودة بينكما وتشرق السعادة على هذا البيت المسلم بإذن الله، أقترح ما يأتي:
أ ـ المحافظة على الأوراد وأداء العبادات في وقتها، والتوجه إلى الله سبحانه بالدعاء الخالص لكي يوفقكما ويحفظكما من أذى الناس.
ب ـ وضع أهداف كبيرة وسامية تسعيان إلى تحقيقها، سواء في مجال تنمية الذات من خلال حضور دروس العلم، أو الدورات التي تُكسب الفرد المهارة في التفكير والتعامل والتأثير، والدعوة إلى الله والتوجيه والإصلاح وتربية الأبناء وتوجيه الإخوة والتغاضي عن المشكلات الجزئية والاختلافات الوارد حصولها.
ج ـ تهيئة السكن بالشكل المريح الذي يسعد الإنسان ويجعله يحس بأنه حقق ولو بعضا من رغباته وراحته النفسية.
د ـ تهيئة مكان المعاشرة الزوجية بما يحقق لك الخصوصية والراحة النفسية والاطمئنان والاستعداد للزوج، سواء باللبس ونحوه.
هـ ـ أن يسبق المعاشرة المداعبة من كل منكما للآخر كما ورد في شرعنا المطهر بالقول واللمس والقرب البدني والنفسي.
و ـ عدم التفكير في الألم أو الخوف من ممارسة الجنس؛ لأنه غالباً لا يحدث لامرأة قد تزوجت وأنجبت، وإنما بسبب انطباع بقي في الذاكرة، ولذا عليك ألا تفكري في السابق، وإنما تفكري في الجوانب الإيجابية في زوجك، وتحرصي على إسعاده والتفاعل معه، ما يسعده ويجعله يتفاعل معك.
وقد يكون ما تحسين به من ألم بسبب تشنجات ناتجة عن توتر نفسي؛ لذا نقترح عليك أن تصارحي زوجك بذلك وتتفقا على تغيير أسلوب التعامل بشكل يريحكما، وتغيير الجو بقضاء إجازة مع زوجك في مكان مريح بعيداً عن ضغوط الحياة والعمل، وستسعدان بإذن الله.
وفي حال عدم تحقيق تحسن ننصحك بمراجعة اختصاصية نساء؛ حتى لا يكون ذلك مانعاً لسعادتكما، خصوصاً أنكما على خلق ودين، فلا تجعلا عقبات بسيطة تحطم حياتكما وتكدر عليكما سعادتكما، مع تمنياتنا لكم بالتوفيق. والله يرعاكم.
نستقبل أسئلتكم على:
جوال: 00966552298888 (فقط للرسائل)
هاتف الاستشارات الأسرية: 0096612297777
هاتف الإصلاح الأسري عبر المقابلة للحجز: 0096612293333 تحويلة 600
فاكس المشروع: 0096612298888
بريد إلكتروني: [email protected]
موقعنا على الإنترنت: www.alzwaj.org
المستشار في مشروع ابن باز الخيري لمساعدة الشباب على الزواج