التطبيقات وقنوات التواصل تحيلان المدرسين الخصوصيين إلى التقاعد
يتفق معظم المجتمعات على ضرورة استخدام التكنولوجيا في التعليم، لكن طرق استخدامها تختلف من مدرس لآخر ومن فصل لآخر، وذلك بالنظر إلى الطرق والأفكار والحلول الكثيرة التي تضعها التكنولوجيا في متناول الطلاب، ومع توسع سيطرة التقنية على عديد من الوظائف وإحالتها إلى التقاعد، تشهد الآن الأوساط السعودية مع موسم الاختبارات تنافسا كبيرا بين المدرسين الخصوصيين والتطبيقات التعليمية وقنوات التواصل الاجتماعي "السناب شات وتويتر واليوتيوب والفيسبوك" التي تقوم محل المدرس الخصوصي، ومع تزايد التطبيقات والحسابات التعليمية في الفترة الأخيرة زاد الطلب عليها، مقارنة بالطلب على المدرسين الخصوصيين. وأوضح أيمن سليم موظف قطاع حكومي، أن المدرس الخصوصي ظاهرة سلبية توسعت بالانتشار في السنوات الأخيرة لطلاب التعليم العام والجامعي على حد سواء، إلا أنها موجودة ولا يمكن إنكارها، إذ إنه عادة مع قرب الاختبارات تبدأ السوق السوداء للمدرسين الخصوصيين، وتتضاعف بحسب المراحل ونوع المواد، حيث إن المتوسط يبدأ بـ 1500 ريال للمادة وترتفع إلى خمسة آلاف للثانوي. وبين أن أغلب المدرسين الخصوصيين من المدارس الأهلية، ويعملون عملا خارجيا، أو العاطلين عن العمل، مفيدا بأن تكاليف المدرسين الخصوصيين تصل في بعض المراحل إلى تكلفة الدراسة في إحدى المدارس الأهلية. فيما أشارت إيمان حمدي موظفة في مصرف، إلى أنه توجد مزايدات بأسعار المدرسين الخصوصيين، حيث إن المدرس المتميز في الأداء يرتفع سعره في الحصة، التي تبدأ من 500 وتصل إلى 1000 ريال، لدرجة أن هناك طلابا ينتظرونه إلى ساعات متأخرة بالليل، باعتبارها فرصة.
وذكرت أنه في هذا العام انتشرت تطبيقات متنوعة وكثيرة حلت محل المدرس الخصوصي، إضافة إلى أن بعض الطلاب أنشأوا حسابات في "السناب شات" للتعليم وشرح المواد خاصة الرياضيات. ولفتت إيمان إلى تخوفها من عدم نجاح التطبيقات والحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي في الشرح الكافي، على الرغم من أنها وجدت تفاعل ابنها في تلقي المعلومات والسؤال.
وأكد عماد السنوسي والد أحد الطلاب وجود حسابات ترويجية للتدريس عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتحديد ساعات للشرح، حيث يتم نشر مقاطع للشرح ومن ثم رقم حساب لتحويل المبلغ، وقبول المتابعة وإعطائه ساعة معينة للشرح.
من جهتها، أوضحت الدكتور عفاف الياور أستاذ مشارك تخصص الإدارة التربوية والتخطيط في جامعة جدة، أن ظاهرة المدرسين الخصوصيين لم تكن موجودة في التعليم السعودي، إلا أنها دخلت على المجتمع السعودي ورست جذورها، لافتة إلى أن ذلك ليس على مستوى المدارس بل على مستوى الكليات، ويعود ذلك إلى الخلل في الكوادر التعليمية وأدائها.
وبينت أن التطبيقات تعد منافسا للمدرسين الخصوصيين وعلى المدى البعيد تعد المساعد الأول للطلاب، مشددة على ضرورة وجود هيئة لتقييم وتقنين هذه الحسابات من جهة معتمدة، وتعمل على تقييم سنوي لهذه البرامج التعليمية والتدريبية للطلاب، إذ إن كثرتها قد تضر الطالب.