خطيب الحرم المكي: الظالمون يفرحون بقتل الأبرياء ويظنون أنهم أفلتوا من العقاب
أكد الشيخ الدكتور خالد الغامدي إمام وخطيب المسجد الحرام، أن الله يمهل الظالمين المعتدين ولكنه لا يهملهم، وقد يفرحون بقتل الأبرياء وسفك دمائهم ويظنون كل الظن أنهم أفلتوا من عقاب الله فتفاجئهم سنة الله من حيث لم يحتسبوا.
وبين في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس في المسجد الحرام أن هذه السنة الربانية تربي المسلم على التسليم المطلق لله الذي بهرت حكمته العقول، وهي تؤكد أن بني آدم كلهم لا يحيطون به سبحانه علما ولا يدركون أسرار قضائه وقدره وتدبيره العجيب لأحداث الكون، فقد يعترض بعض بني آدم ويسخطون وقد يشكون حينما يرون بعض أقدار الله وكيف يرفع أقواما ويضع آخرين، ويفتح أبوابا ويغلق أخرى، ويعطي ويمنع، ويبتلي ويعافي، ويغني ويفقر، ويكرم ويهين، ويعز ويذل فاعلم أن الجزاء من جنس العمل ولا يظلم ربك أحدا.
وقال إن الله سبحانه وتعالى قد أودع هذا الكون سننا ثابتة لا تتغير ولا تتبدل، والعاقل السعيد، الذي يتعرف على هذه السنن الإلهية ليعمل بمقتضاها ولا يصادقها ولا يخالفها فيعيش في هذه الحياة عيشة الكرام الموفقين السعداء وله في الآخرة الأجور والنعماء، ومن تلك السنن العظيمة سنة طالما كان لها الأثر الكبير في حياة الناس، وعاقبة أمرهم ومآلهم ألا وهي سنة أن الجزاء من جنس العمل إن خيرا فخير وإن شرا فشر.
وأوضح أن هذه السنة سنة إلهية كبرى وقبس من قبسات عدل الله وحكمته وقدرته التي لا حدود لها، وقاعدة الجزاء الرباني في هذا الكون القائم على العدل والقسط والميزان الذي لا يعول ولا يميل ولا يحابي أحدا، ولو تفكر الناس جميعا في ظاهر أمرهم وباطنه وما هم عليه لوجدوا هذه السنة تتجلى لهم في كل شؤون حياتهم ولفقهوا طرفا من حكمه البالغة في أقداره وأحكامه، فالبر لا يبلى والإثم لا ينسى، والديان لا يموت، وكما تدين تدان، وكما تجازي تجازى.
وتساءل أليس من العجب أن يرحم الله بغيا؛ لأنها رحمت حيوانا كاد أن يهلك فروت عطشه؟! أليس من المدهش أن يخسف الله بقارون وكنوزه الأرض ويجرجره فيها؛ لأنه طغى وبغى وكاد أن يفتن الناس ويزلزل إيمانهم بربهم؟
وأكد الشيخ الغامدي أن حسن العاقبة وطيب المآل من الجزاء الحسن، فقد ترى الرجل في شيبته يعيش حياة طيبة هنية وما ذاك إلا لأنه كان لله في شبابه محافظا على طاعات ربه ورضاه فحفظه الله في الكبر وقد يبتلى المرء بمصيبة فيرضى ويسلم فيهدي الله قلبه ويرضى عنه وتكون له العاقبة الحسنة ويؤتيه الله خيرا مما أخذ منه، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن والعاقبة للمتقين. وفي المدينة المنورة تحدث الشيخ الدكتور عبد المحسن القاسم إمام وخطيب المسجد النبوي عن فضل نعمة الإسلام الذي يعد أعظم نعم الله على عباده وأجلها، فهو دين كامل، وطريق الهدى الذي جمع المحاسن كلها، محذرا من اتباع طرق الزيغ والضلال التي يسلكها أهل الكتاب من اليهود والمشركين.
واستهل خطبة الجمعة التي ألقاها أمس في المسجد النبوي مذكرا بعظم نعمة الإسلام، مبينا أن من أكبر مقاصد الدين مخالفة أعدائه لئلا يعود الناس إلى جاهليتهم، فنهى عن التشبه بأمور الجاهلية من عبادات أهل الكتاب والمشركين وعاداتهم فيما يختصون به.
وقال إن من سنن أهل الكتاب أنهم لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر وإذا أمروا نسوا أنفسهم فكانت هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وقدوة لغيرهم، داعيا إلى الاجتماع والألفة التي حض عليها الإسلام بالاجتماع على وال يقوم بأمور دينهم ودنياهم.