رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


هل يمكن توعية مربي الماشية؟

[email protected]

يتألف نسيج قطاع الماشية في المملكة من نحو 18.5 مليون رأس تشكل الضأن منها نحو 63 في المائة، والماعز 30 في المائة، والإبل نحو 5 في المائة، والأبقار نحو 2 في المائة، إضافة إلى الخيول والدواجن والحيوانات المنزلية والطيور المنتشرة في جميع مناطق المملكة دون استثناء، وتختلف نظم الرعاية من مشاريع متخصصة إلى نمط تقليدي وكذلك الرعاية الحيوانية في البادية، ومعظم مربي الماشية يتبعون نظم الرعاية التقليدية التي تتأثر بشكل سريع ومفاجئ بأي طارئ على أسعار تلك المدخلات ووفقا لنظام الرعاية تختلف قدرة المربي (المستثمر) على تحمل بعض العوائق التي تواجهه ومن أهمها ارتفاع تكلفة مدخلات الإنتاج المهمة في تربية المواشي مثل الأعلاف التي تعد العمود الفقري لهذا النشاط، وزيادة أسعار الشعير ليس ببعيد الذي أكهل مربي الماشية وكلف الدولة مبالغ قدرت في عام واحد بثلاثة مليارات ريال لدعم أسعار الشعير وتعضيدا من الدولة لمربي الماشية (حاليا يبلغ سعر شراء كيس الشعير 67 ريالا تدفع منه الدولة 35 ريالا) وعلى الرغم مما يخلقه الشعير من ضغط على فاتورة المربي الإنتاجية فإنه يعتبر عنصرا إنتاجيا مكلفا لأن نحو 30 في المائة من هذا العنصر يخرج كما كان فضلات دون أي هضم، إضافة إلى ذلك فالشعير لا يحتوي على المكونات الرئيسية المطلوبة لعملية التغذية المتكاملة للحيوان، ومن هذا المنطلق أطلقت وزارة الزراعة حملة لتوعية مربي الماشية بدأت باكورتها ببرنامج تلفزيوني من جزأين عبر قناة الإخبارية لتوصيل رسالة لمربي الماشية هدفها التحول من التركيز على أعلاف مواشيهم من الشعير فقط إلى الأعلاف المركبة المشتملة على عناصر غذائية متوازنة بما فيها الشعير والبرسيم وغيرها من العناصر الغذائية المهمة للحيوان، ولعل ما يميز توقيت إقامة هذه الحملة تزامنها مع قرب اعتماد استراتيجية الأعلاف التي أعدتها الوزارة بالتعاون مع عدة جهات مختلفة سواء في القطاع العام أو الخاص ومن أهم ركائزها تقليل الاعتماد على استهلاك الشعير لكونه مدخل غير اقتصادي كما تعمل الاستراتيجية على تشجيع تقديم عليقة مثلى للماشية تسهم في تقليل التكاليف الإنتاجية، والمحافظة على صحة الحيوان ووقايته من الأمراض، وبالتالي زيادة إنتاجية الوحدة المنتجة من الماشية، ورغم أهمية هذه الحملة ودورها المتوقع للمساهمة في التعريف بمدخلات العليقة إلا أنه في حال عدم وجود قناعة وتقبل لدى مربي الماشية للتعرف على البدائل سيخلق حاجزا أمام تحقيق أهداف الحملة وما يبرهن على غياب القناعة اتصال أحد المربين على المختصين الذين شاركوا في برنامج الإخبارية سالف الذكر مؤكدا حسب قناعاته أنه لا بديل للشعير وسيضطر لشرائه حتى لو بلغ سعر الشراء 50 ريالا للكيس، وهنا تكمن صعوبة تغيير المفاهيم التي تراكمت، إلا أنه على النقيض كان هناك اتصالات من بعض المربين يتحدثون من واقع تجربة عن الآثار الإيجابية لتحولهم في نوعية علائق مواشيهم وهذا يتطلب عدم استعجال النتائج وإيجاد القناة المناسبة للوصول لمربي الماشية قي أماكن وجودهم، وأهمية التعاون بين الجهات الرسمية والغرف التجارية والصناعية في المناطق وأصحاب التجارب الناجحة في مجال تربية الماشية، والحلقة الأهم هي القطاع الخاص باتباع سياسة الترغيب وتوفير المقومات التي تساعد على التحول مثل تكثيف منافذ التوزيع في مناطق تركز الماشية وأماكن تخزين مناسبة لهم، كما أن القطاع الخاص يمكن أن يتبنى بعض التجارب الناجحة للمربين وتشجيعها والتركيز على كيفية إقناع مربي الماشية بأهداف مثل هذه الحملات.

والله ولي التوفيق،،

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي