رئيس «السياحة»: مكانة المملكة وحراكها السياسي نتاج بذرة وضعها سعود الفيصل
أكد الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن مكانة المملكة وحراكها السياسي هو نتاج بذرة وضعها سعود الفيصل، وأنه لم يكن وزير خارجية وحسب، بل أحد بناة الوطن، مشيرا إلى أن الأمير الراحل ليس لديه طموح شخصي بل طموحه متداخل مع الوطن ورفعته، وكان معتزا بثقافة بلاده وتراثها مع انفتاحه على الثقافات والحضارات الأخرى، ولم تكن لديه عداوات ولا أحقاد مع أحد، فمصلحة بلاده هي محور مشاعره وتحركاته.
وقال الأمير سلطان بن سلمان في كلمته التي ألقاها، أمس، في الجلسة التي رأسها بعنوان "سعود الفيصل ومسيرة التنمية" ضمن جلسات مؤتمر "سعود الأوطان" الذي ينظمه مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، عن الأمير سعود الفيصل، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات في الرياض "الأمير سعود الفيصل رحل بجسده ولم ترحل مدرسته، وهو رجل المرحلة وكل مرحلة، وأن ما تشهده المملكة من حراك دبلوماسي وسياسي وما حققته من مكانة متقدمة على المستوى الدولي وبصمة دبلوماسية مستمرة، هو نتاج لبذرة وضعها سعود الفيصل".
وأضاف "هذا الوطن لم يكن في يوم من الأيام مجرد نفط أو اقتصاد بل موطن اعتزاز، مكونه الأساس هو الدين الإسلامي والالتزام بجميع مبادئه"، مشيرا إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان منشغل دائما بالتحول نحو الأفضل في أنظمة الدولة وأسلوب العمل وإدارة مؤسسات وقطاعات الدولة، ومدينة الرياض شهدت نماذج من التحول الذي قاده الملك سلمان على الصعيد التنموي والبنى التحتية والاقتصاد، وهو الآن يقود التحول على مستوى المملكة.
وتناول الأمير سلطان بن سلمان حرص الأمير سعود الفيصل - رحمه الله - على اجتماع الشمل وتقديم مصالح الوطن والتواصل مع المواطنين.
واستطرد قائلا "إن أعمال الأمير سعود الفيصل وعطاءه لوطنه تجاوز مهامه الأساسية في خدمة السياسة السعودية، إلى العمل في خدمة قطاعات اقتصادية واجتماعية متعددة"، مشيرا إلى دعمه قطاع السياحة والتراث الوطني من خلال مشاركته في عضوية مجلس إدارة الهيئة منذ الجلسة الأولى بتاريخ 23/ 3/ 1421هـ، إلى الجلسة بتاريخ 17/ 9/ 1428هـ، ودعمه الدائم لكافة الأنشطة والبرامج، كما كنا في الهيئة نستشيره في مراحل إعداد الاستراتيجية الوطنية للتنمية السياحية التي أعدتها الهيئة وأقرتها الدولة في عام 1425هـ.
وأضاف "كنت قريبا جدا من لحظات تاريخية، أو من بعض الأمور التي كان يطرحها في منزله الذي كان مجتمعا لخيرة الناس وأسرته، وكل من ذهب إلى المنزل أصبح يشعر أنه من أسرته، وكان هاجسه الأساسي هو وطنه، وأقولها شهادة حق للتاريخ إن الأمير سعود لم يكن يوماً من الأيام يعمل أو يتكلم وهو يريد أن يظهر نفسه أو يبرز نفسه في مكان غير المكان الذي كان مكلفا به من خادم الحرمين الشريفين كخادم للدولة والمواطنين والوطن، فكل نقاط تقاطعات حياته كانت عبارة عن مكونات أساسية تصب في كيفية تعزيز لحمة هذا الوطن والمحافظة عليها، وكيف نقوي مكانة هذا الوطن".
وأفاد بأنه كان يقف على أرض صلبة من خلال حياته ونشأته في كنف الراحل العظيم الملك فيصل - رحمه الله - وأعمامه وأصدقائه، وبقائه في الطائرة تقريبا بصفة أسبوعية والتصاقه بحضارات كثيرة وقراءاته التي تعددت في كل المجالات، حتى الرواية وكتب المذكرات والتاريخ والرياضة، ومتابعته الشأن العالمي، فكان حتى وفاته - رحمه الله - يقف على هذه الأرض الصلبة باعتزاز، "فهو بالنسبة إلي حقيقة رأيت فيه ما رأيت في والده - يحفظه الله - ووالد الجميع الملك سلمان، بأن الإنسان يجب أن يكون واقفاً على أرض صلبة في وطنه ويخدم وطنه من خلال العالم الخارجي والعلاقات الخارجية، هذه نقطة مهمة عندما نفهم الأمير سعود الفيصل عندما كان يتداول أي شأن وأي موضوع".